يتصدر الصندوق السيادي النرويجي قائمة الصناديق السيادية في العالم من حيث قيمة الأصول، إذ يدير الصندوق أصولاً تتجاوز 1.4 تريليون دولار، وهو الذراع الاقتصادية لمملكة النرويج في الخارج، وتتنوع استثماراته بين الأسهم والصناعات النفطية والبتروكيماوية.
وتعود الصناديق السيادية إلى عام 1953 حينما أنشأت الكويت صندوقها السيادي المعروف حالياً بـ(الهيئة العامة للاستثمار) من أجل استثمار فوائض إيراداتها النفطية، لتنتشر منها إلى الكثير من دول العالم.
فما هي الصناديق السيادية؟
الصناديق السيادية هي صناديق مملوكة لدولة ما، وتتكون مواردها من أصول مختلفة مثل الأسهم أو السندات أو فوائض الميزانية العامة للدولة أو فوائض الاحتياطيات النقدية، وتستثمر تلك الفوائض بالأسواق المحلية أو الأجنبية أو فيهما معاً.
وتهدف سياستها الاستثمارية إلى تحقيق بعض الأهداف الاقتصادية الكلية المحددة كالادّخار للأجيال القادمة، وتنويع الناتج المحلي، بالإضافة إلى النمو الاقتصادي.
متى تأسس الصندوق السيادي النرويجي؟
تأسس صندوق الثروة السيادي النرويجي بعد أن اكتشفت النرويج النفط في بحر الشمال، بهدف حماية الاقتصاد من صعود وهبوط عائدات النفط، ونفادها على المدى الطويل.
وفي عام 1969، اكتُشف أحد أكبر حقول النفط البحرية في العالم قبالة النرويج، وأصبح لدى الدولة الواقعة في الجزء الشمالي الغربي من قارة أوروبا الكثير من النفط لتبيعه، ونما اقتصاد البلاد بشكلٍ كبير.
وقررت الدولة الغنية بالوقود الأحفوري أن تستخدم النفط والغاز بحذر لتجنب الاختلالات في الاقتصاد؛ وفي عام 1990 أصدر البرلمان النرويجي تشريعاً لدعم ذلك، ما أدّى إلى إنشاء ما يُعرف الآن بصندوق التقاعد الحكومي العالمي، وجرى إيداع أول أموال في الصندوق عام 1996، ويستثمر الصندوق أمواله في الخارج فقط.
استثمارات أكبر صندوق سيادي في العالم
تمثّل إيرادات النفط والغاز النرويجي أقل من نصف قيمة الصندوق، ويحقق الصندوق السيادي النرويجي معظم أرباحه من خلال الاستثمار في الأسهم والدخل الثابت والعقارات والبنية التحتية للطاقة المتجددة.
ويمتلك الصندوق ما يقرب من 1.5 في المئة من جميع الأسهم في الشركات المدرجة في العالم، ويملك أسهماً في أكثر من 9 آلاف و200 شركة في 63 دولة، بإجمالي حيازات من الأسهم يبلغ 790 مليار دولار.
كما يمتلك الصندوق مئات المباني في بعض المدن الرائدة في العالم تدرُّ له عوائد إيجارية، ويتلقى أكبر صندوق سيادي في العالم تدفقاً ثابتاً للدخل من الإقراض للدول والشركات.
وخلال النصف الأول من العام الجاري، نجح الصندوق في تحقيق أرباح طائلة بلغت 1501 مليار كرونة (143 مليار دولار)، لكن جزءاً كبيراً من هذه الأرباح تلاشى خلال النصف الثالث من العام الجاري، إذ تكبد الصندوق خسائر بقيمة 33.80 مليار دولار بعد أن تعرض لانخفاضات حادة في قيمة الأسهم والسندات.
(الدولار الأميركي =11.22 كرونة نرويجية)
أكبر الصناديق السيادية في العالم
تضم قائمة أكبر الصناديق السيادية في العالم، أربعة صناديق سيادية عربية يتصدرها صندوق أبوظبي السيادي الذي يحتل المرتبة الرابعة في القائمة، بأصول 853 مليار دولار، بعد الصندوق النرويجي ومؤسسة الاستثمار الصينية، والمحفظة الاستثمارية لهيئة النقد بهونغ كونغ.
وتأتي هيئة الاستثمار الكويتية في المركز الخامس بإجمالي أصول 803 مليارات دولار، يليها صندوق الاستثمارات العامة السعودي الذي تقترب أصوله من 776.65 مليار دولار؛ وفي المرتبة العاشرة وبأصول 475 مليار دولار يأتي جهاز قطر للاستثمار.