يقع الاقتصاد الصيني حاليًا تحت وطأة فيروس كورونا، فبعد تخفيف الصين الإجراءات الاحترازية مطلع الشهر الجاري، أصبح من الصعب تتبع حجم انتشار الفيروس، حيث شهد عددٌ من مدنها ومقاطعاتها عشرات الآلاف من الإصابات يوميًا.

قال محللون اقتصاديون من شركة كابيتال إيكونومكس (Capital Economics): «انخفضت أعداد المارة في الشارع بشكل كبير عن معدلاتها السابقة، القليلة بالفعل، ما سيؤثر على معدلات الطلب».

كان الاقتصاد الصيني يعاني بالفعل جراء سياسات بكين للقضاء الكامل على فيروس كورونا داخل البلاد.

ففي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، انكمشت عمليات البيع والشراء بسبب الإغلاق، كما ارتفعت معدلات البطالة لأعلى مستوياتها منذ 6 أشهر، وانخفضت مبيعات السيارات والمنازل بشكل كبير خلال الأسابيع الأولى من الشهر الجاري، حيث قام مصنعو السيارات ببيع 946000 سيارة فقط في الفترة من 1 إلى 18 ديسمبر/ كانون الأول، بانخفاض نسبته 15% من معدل مبيعاتها خلال نفس الفترة من العام السابق، وفقًا لجمعية سيارات الركاب بالصين.

كما انخفضت معدلات بيع المنازل في أكبر 30 مدينة صينية، خلال الأسبوع الماضي، بنسبة 44% مقارنة بالأسبوع نفسه في 2021، وفقًا لشركة ويند الصينية للبيانات الاقتصادية (Wind)، كما انخفضت معدلات بيع المنازل في المدن الفاخرة مثل بكين وشانغهاي خلال الأسبوع الماضي بنسبة 53% مقارنة بالأسبوع نفسه من العام الماضي.

كما انخفضت معدلات تحرك المواطنين بشكل حاد، إذ انخفض عدد رحلات مترو الأنفاق في المدن الكبيرة بداية من منتصف الشهر الجاري بنسبة 60% مقارنة الفترة الزمنية نفسها من العام الماضي، وفقًا لشركة ويند.

وانكمش حجم شحنات البضائع وطلبات التوصيل خلال الأسبوع المنصرم، وفقًا لإحصائيات وزارة النقل الصينية ومنظومة الخدمات البريدية.

كما انخفضت معدلات الإنتاج، إذ انخفضت معدلات استهلاك الأسمنت والألياف الكيميائية التي تعد من الصناعات الأساسية.

قالت شركة بي واي دي (BYD)، التي تعد واحدة من أكبر مصنّعي السيارات الصينيين، إنها تعتزم خفض إنتاجها بمعدل 2000 إلى 3000 سيارة يوميًا، إذ أكد (ليان يوبو) نائب رئيس الشركة: «أثّرت الجائحة على معدلات إنتاجنا بشكل كبير، إذ أصيب 20 أو 30% من موظفينا بالفيروس»، وأضاف أن معدل الإنتاج الشهري سينخفض بمقدار 20 إلى 30 ألف سيارة خلال ديسمبر/ كانون الأول.

وأكدت وسائل إعلام صينية أن العديد من المصانع الصينية اضطرت إلى الإغلاق في ظل ارتفاع عدد المصابين بالفيروس من العمال، وانخفاض معدلات الطلب.

قام العديد من مصانع الأثاث في مقاطعة جيانغسو الشرقية، الاثنين، بإعطاء إجازة مبكرة لموظفيها بمناسبة الاحتفال برأس السنة الصينية، والتي من المفترض أن تكون بين 21 و27 من يناير/ كانون الثاني المقبل، بحسب موقع (Caixin) الصيني.

كما أعلنت 60% من شركات النسيج والصباغة في مقاطعات غوانغدونغ وزيجيانغ وشاندونغ أنها بصدد وقف إنتاجها وبدء إجازة طويلة تستمر لمدة شهرين، وفقًا لجريدة سيكيوريتيز دايلي (Securities Daily) الصينية، متوقعة أن ينتشر الفيروس في كل أنحاء الصين مع حركة تنقلات المواطنين في البلاد للاحتفال ببدء العام الجديد، ما سيتسبب في خفض حركات البيع والشراء.