قالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني في تقرير لها إن تبادل الضربات المباشرة بين إيران وإسرائيل قد فاقم من مخاطر تصعيد الصراع الإقليمي خارج قطاع غزة، لكن الوكالة ترى أن الاحتواء السريع الواضح للتبادلات العسكرية «يحد من تداعيات كبيرة على إسرائيل أو الدول المحيطة الأخرى، وكذلك على الأسواق العالمية».

وقالت الوكالة إن الضربات الأخيرة مهمة باعتبارها أولى الهجمات المباشرة التي تشنها إيران وإسرائيل من أراضيهما على أراضي الطرف الآخر، مشيرةً إلى أن الهجمات المباشرة قد تصبح جزءاً من المزيد من دوامات التصعيد، خاصة إذا تصاعد الصراع بشكل كبير بين إسرائيل وحزب الله – الموالي لإيران، وعلى الرغم من نجاح إسرائيل وحلفائها في اعتراض جميع الضربات الإيرانية تقريباً، لكن الاستعداد الواضح لطهران للهجوم المباشر يزيد من المخاطر.

وقالت فيتش إن البيئة الخارجية المعادية تُعد إحدى العوامل وراء النظرة السلبية لتصنيف إسرائيل، كما أن المزيد من التصعيد قد يتسبب في خفض تصنيف إسرائيل من مستواه الحالي عند (A+)، وينعكس هذا في النظرة السلبية للتصنيف.

استقرار الأردن رغم الصدمات الخارجية

أشارت فيتش إلى تمتع الأردن بسجل حافل في الحفاظ على استقراره الاقتصادي والسياسي على الرغم من الصدمات الخارجية، بما في ذلك عدم الاستقرار الإقليمي إبان الربيع العربي وأيضاً الحروب في البلدان المجاورة، ولا سيما العراق وسوريا، ومع ذلك، أدت هذه الصدمات إلى انخفاض النمو الاقتصادي وتراكم الديون الحكومية بشكل كبير، وتصنف الوكالة الأردن عند BB- مع نظرة مستقرة.

وقالت فيتش إن الدعم الدولي المرن، بما في ذلك تسهيل الصندوق الممدد الذي قدمه صندوق النقد الدولي مؤخراً بقيمة 1.2 مليار دولار أميركي لمدة أربع سنوات، والاحتياطيات الدولية الكافية تخفف المخاطر التي تتعرض لها الموارد المالية الخارجية للبلاد.

ومع ذلك، أوضحت الوكالة أنه إذا امتدت الحرب في غزة إلى ما بعد النصف الأول من العام الجاري أو اتسعت على المستوى الإقليمي -حتى لو لم تشمل الأردن بشكل مباشر- فقد «تؤدي إلى زيادة الرياح المعاكسة للنمو الاقتصادي والتحديات التي تواجه ضبط الأوضاع المالية العامة للبلاد».

مخاطر على السياحة وعائدات قناة السويس في مصر

وقالت فيتش إن تصاعد الصراع الإقليمي قد يشكّل مخاطر على قطاع السياحة وعائدات قناة السويس في مصر، الأمر الذي من شأنه أن يؤثر بشكل أكبر على عجز الحساب الجاري للبلاد، وتصنف فيتش مصر عند B- مع نظرة مستقرة.

لكن الوكالة أشارت إلى أن صفقة رأس الحكمة التي أبرمتها مصر مع الإمارات العربية المتحدة وزيادة مرونة سعر الصرف أديا إلى انخفاض ملحوظ في مخاطر التمويل الخارجي على المدى القريب، وأوضحت أن مرونة سعر الصرف أتاحت تمويلاً إضافياً من المؤسسات المالية الدولية ووفرت تدفقات إلى سوق الديون المحلية.

النمو في العراق وأسعار النفط

وترى الوكالة أن التحديات الأمنية تلقي بثقلها على العراق، والذي تصنفه عند B- مع نظرة مستقرة، مشيرةً إلى أن تحقيق الالتزامات الاستثمارية الأخيرة من قبل شركات قطاع الطاقة الأميركية قد يتعرض لعراقيل إذا زادت الميليشيات المدعومة من إيران من استهداف المصالح الأميركية في البلاد.

وقد يؤثر ذلك على النمو الاقتصادي وآفاق تصدير النفط، غير أن فيتش ترى أن ارتفاع أسعار النفط قد تخفف المخاطر السلبية المرتبطة بالمالية العامة للعراق.