توقع رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافاييل بوستيك أن يقوم البنك بخفض أسعار الفائدة في وقت لاحق هذا العام، لكنه أشار إلى صعوبة التكهن بحجم وعدد مرات الخفض في ظل استمرار المخاوف بشأن التضخم الذي يتراجع ببطء.
وكشف بوستيك أن المناقشات مع الشركات في منطقته الفيدرالية تشير إلى تباطؤ نمو الوظائف والأجور، كما أشارت الشركات إلى أن سياسة التسعير لديها تتجه نحو الانخفاض بعد الارتفاعات المتلاحقة التي شهدتها الأسعار في السنوات الأخيرة والتي دفعت معدلات التضخم إلى أعلى مستوياتها منذ 40 عاماً في عام 2022.
وقال بوستيك إن معظم الشركات التي تحدث إليها -باستثناء شركات التكنولوجيا- تتجه نحو خفض أسعار منتجاتها وخدماتها، ما يثير التفاؤل بشأن تراجع الضغوط التضخمية بشكل أكبر هذا العام ويشجع البنك على بدء تخفيف قبضته على السياسة النقدية.
أدلة غير كافية
رغم ذلك، أوضح بوستيك أن هذه الأدلة غير كافية لتشجيع البنك على المضي قدماً في تخفيف السياسة النقدية، إذ يحتاج المشرعون لمؤشرات أكثر حسماً على تباطؤ التضخم قبل البدء في خفض الفائدة.
وقال إنه على الرغم من إضافة سوق العمل لعدد أقل من المتوقع من الوظائف (نحو 175 ألف وظيفة) خلال أبريل نيسان، فإن هذا الرقم ما زال قوياً، ويحتاج للتراجع بشكل أكبر حتى يطمئن المشرعون إلى اتجاه التضخم نحو المعدل المستهدف البالغ 2 في المئة.
ويرى بوستيك أن البنك يحتاج لشهرين على الأقل للتأكد من أن التباطؤ الأخير في سوق العمل سيستمر في المستقبل ولن يكون ظاهرة مؤقتة.
التوقيت المناسب
وتوقع رئيس الفيدرالي في أتلانتا أن يتم خفض الفائدة بربع نقطة مئوية بنهاية العام الجاري، مؤكداً أن التركيز الأكبر لمشرعي البنك الآن هو التوقيت المناسب لبدء الخفض وليس مقدار الخفض.
وقال «يجب أن نتحلى بالصبر وننتظر حتى نرى علامات مؤكدة على التراجع المستمر في التضخم نحو حد الـ2 في المئة، وقد يستغرق ذلك بعض الوقت».
وتوقع أن يتجه التضخم نحو المعدل المستهدف في نهاية 2025 أو بداية 2026، مشيراً إلى أن هذا التباطؤ التدريجي يسمح للبنك بالسيطرة على الضغوط التضخمية دون المخاطرة بحدوث ارتفاع حاد في معدلات البطالة.