من المقرر أن يعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن تعريفات جمركية جديدة للصين الأسبوع المقبل تستهدف القطاعات الاستراتيجية، بما في ذلك زيادة كبيرة في الرسوم على السيارات الكهربائية، وفقاً لثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر.

وسيُبقي الإعلان الكامل، المتوقع يوم الثلاثاء، على التعريفات الحالية على العديد من السلع الصينية التي حددها الرئيس السابق دونالد ترامب، وفقاً لأحد المصادر.

لكنها ستضيف أيضاً تعريفات جديدة على أشباه الموصلات ومعدات الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى زيادة تعريفات المركبات الكهربائية، كما ستواجه الإمدادات الطبية صينية الصنع مثل المحاقن ومعدات الحماية الشخصية تعريفات جمركية إضافية، بحسب المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها.

وبحسب المصادر، فقد ركزت إدارة بايدن في مراجعة ما يسمى بـ«الفقرة 301 من التعريفات الجمركية» على الصناعات التي تقول إنها ذات مجالات تنافسية استراتيجية ومجالات أمن قومي.

ويأتي تحديث التعريفة الذي طال انتظاره بعد أن دعا عدد من المشرعين إلى زيادة كبيرة في التعريفات الجمركية للسيارات الصينية، علماً بأن هناك عدداً قليلاً نسبياً من المركبات الخفيفة صينية الصنع التي يتم استيرادها الآن.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن أشخاص مطلعين على الأمر أن التعريفات الجمركية على المركبات الكهربائية الصينية ستتضاعف أربع مرات تقريباً بموجب خطة بايدن الجديدة.

كما يريد رئيس اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ، شيرود براون، من إدارة بايدن حظر المركبات الكهربائية الصينية بشكل كامل، بسبب مخاوف من أنها تشكل مخاطر على البيانات الشخصية للأميركيين.

وقالت المصادر إن مكتب الممثل التجاري الأميركي قدم توصياته إلى البيت الأبيض قبل أسابيع، لكن الإعلان النهائي تأجل بسبب مناقشات داخلية، وقالت بعض المصادر إن ذلك قد يأتي في وقت لاحق من يوم الثلاثاء.

ويتطلع بايدن، الديمقراطي الذي يسعى لإعادة انتخابه في نوفمبر تشرين الثاني، إلى مقارنة نهجه بنهج المرشح الجمهوري ترامب، الذي اقترح تعريفات جمركية شاملة يرى مسؤولو البيت الأبيض أنها صريحة للغاية وقابلة لإثارة التضخم.

ووعد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 60 في المئة أو أعلى على جميع البضائع الصينية.

وقد تؤدي هذه الإجراءات إلى انتقام الصين في وقت تتصاعد فيه التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم، إذ أدى فرض ترامب التعريفات الجمركية على نطاق واسع خلال فترة رئاسته 2017-2021 إلى إطلاق حرب تعريفية مع الصين.

من جانبه، رفض البيت الأبيض ومكتب الممثل التجاري الأميركي التعليق.

ومن الجدير بالذكر أن كلا المرشحين لرئاسة 2024 قد انحرف بشكل حاد عن إجماع التجارة الحرة الذي كان سائداً في واشنطن ذات يوم، وهي الفترة التي توجت بانضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001.

وفي عام 2022، أطلق بايدن مراجعة لسياسة عهد ترامب بموجب المادة 301 من قانون التجارة الأميركي، وقال مسؤول أميركي إن ترامب دعا الشهر الماضي إلى فرض رسوم جمركية أميركية عالية على منتجات المعادن الصينية، لكن المنتجات المستهدفة كانت ضيقة النطاق، حيث تقدر قيمتها بأكثر من مليار دولار من منتجات الصلب والألومنيوم.

كما أعلن بايدن عن إطلاق تحقيق في الممارسات التجارية الصينية عبر قطاعات بناء السفن والملاحة البحرية والخدمات اللوجستية، وهي عملية قد تؤدي إلى المزيد من الرسوم الجمركية.

وتضغط إدارة بايدن أيضاً على المكسيك المجاورة لمنع الصين من بيع منتجاتها المعدنية إلى الولايات المتحدة بشكل غير مباشر من هناك.

وقالت الصين إن الإجراءات الجمركية تأتي بنتائج عكسية وتُلحق ضرراً بالاقتصادين الأميركي والعالمي.

(المصدر: رويترز)