منذ إطلاق تطبيق تشات جي بي تي في أواخر عام 2022 وما أعقبه من أدوات ثورية في مجال الذكاء الاصطناعي، أثيرت الكثير من التساؤلات حول دور تلك الأدوات المتطورة في تغيير ديناميكيات سوق العمل وما قد يترتب عليه من اختفاء فئات كاملة من الوظائف.
لكن النقاش هذه المرة بدأ يركز على جوانب أكثر إيجابية، وهي فرص العمل الجديدة التي قد تفرزها تلك التغييرات مع الوقت، والتي قد تعوض أو حتى تتجاوز عدد الوظائف المفقودة.
فرص جديدة واعدة
وأبرز مثال على ذلك هو قطاع التجارة الإلكترونية، ففي حين أدى صعود هذا القطاع إلى فقدان الكثير من الوظائف في قطاع التجزئة التقليدي، فقد أنتج الكثير من فرص العمل الجديدة في قطاعات أخرى كالنقل والشحن والتخزين.
ووفقاً لتقديرات مكتب إحصاءات العمل الأميركي، يُتوقع أن يكون قطاع النقل والتخزين ضمن أسرع القطاعات نمواً خلال العقد المقبل، إذ يُنتظر نمو معدلات التوظيف بالقطاع بنسبة 8.6 في المئة بين عامي 2022 و2032.
قطاع الصحة يقود نمو الوظائف
يُتوقع أن يضيف الاقتصاد الأميركي 4.7 مليون وظيفة جديدة خلال الفترة من 2022 حتى 2032 لتصل إجمالي القوة العاملة في البلاد إلى 169.1 مليون شخص، بمعدل نمو سنوي يبلغ 0.3 في المئة، وهو أقل كثيراً من نظيره في العقد السابق الممتد من 2012 حتى 2022 عندما نمت أعداد الوظائف بنحو 1.2 في المئة سنوياً.
وستكون الزيادة الأكبر من نصيب قطاع الرعاية الصحة والاجتماعية بنسبة 9.7 في المئة نظراً لتأثره بشكل أكبر بالتغيرات الديموغرافية للمجتمع أكثر من التطور التكنولوجي.
وفي ظل ارتفاع عدد كبار السن في الولايات المتحدة وما يترتب عليه من زيادة معدلات الأمراض المزمنة، فمن المتوقع أن يضيف قطاع الرعاية الصحية والاجتماعية نحو 2.3 مليون وظيفة حتى عام 2032، أي ما يمثل نصف إجمالي الوظائف الجديدة المتوقع إضافتها بنهاية فترة التقييم.
وسيكون الطلب الأكبر على خدمات الرعاية الطبية المنزلية التي ستستقطب أكثر من 800 ألف وظيفة جديدة بحلول 2032.
وفي المرتبة الثانية، يأتي قطاع الحوسبة والرياضيات الذي سيشهد زيادة أسرع من متوسط النمو العام لسوق العمل. ففي ظل التحول الرقمي الواسع على مستوى الشركات والأفراد، ستزداد الحاجة إلى الوظائف المرتبطة بجمع وتحليل ومعالجة البيانات.
لذلك يُتوقع زيادة الطلب على الوظائف المتعلقة بعلوم البيانات وتحليل البيانات وأمن المعلومات بوترة أعلى من المعدل المتوسط بنحو 11 مرة.