نما قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات (ICT) بمتوسط 6.3% بين عامي 2013 و2023، أي أسرع بثلاث مرات تقريباً من إجمالي الاقتصاد في 27 دولة من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وكشف تقرير حديث، صادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أن قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حافظ على هذا الأداء القوي خلال عام 2023 بمتوسط معدل نمو قدره 7.6 في المئة.
وجاء في الإصدار الأول من توقعات الاقتصاد الرقمي لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية 2024 أنه في العديد من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، كان عام 2023 عاماً قياسياً لنمو قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إذ حققت خمس دول في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وهي (المملكة المتحدة وبلجيكا وألمانيا والنمسا وهولندا) معدلات نمو تزيد على 10 في المئة في عام 2023.
توقعات سوق الذكاء الاصطناعي
فيما يتعلق ب الذكاء الاصطناعي، تظهر التوقعات أن الاستثمارات والمخاطر آخذة في الارتفاع، بينما التركيز على تبني القطاع في ازدياد؛ فعلى سبيل المثال زاد الاستثمار في الذكاء الاصطناعي التوليدي من 1.3 مليار دولار أميركي في عام 2022 إلى 17.8 مليار دولار أميركي في عام 2023، ولكن بالتوازي كانت هناك زيادة بمقدار 53 ضعفاً في حوادث ومخاطر الذكاء الاصطناعي التوليدي على مستوى العالم منذ أواخر عام 2022، وفقاً لتقارير إعلامية مختلفة.
يتركز اعتماد الذكاء الاصطناعي في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إذ استخدم نحو 28 في المئة من شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذكاء الاصطناعي في عام 2023، وهي نسبة أعلى من أي قطاع آخر، وذلك استناداً لدول في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
ويقول التقرير إن «قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يعتبر محركاً رئيسياً للنمو العالمي، ومع ذلك هناك اختلافات كبيرة بين البلدان، مع وجود فجوة تزيد على 10 نقاط مئوية بين الاقتصادات ذات أعلى وأدنى متوسط معدلات نمو في القطاع بين عامي 2013 و2023».
وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ماتياس كورمان، «في حين انتشرت تقنيات مثل الحوسبة السحابية وتقنيات إنترنت الأشياء على نطاق واسع، فإن اعتماد التقنيات المعتمدة على البيانات، مثل الذكاء الاصطناعي، لا يزال منخفضاً. ولكي يتم تقاسم فوائد الذكاء الاصطناعي على نطاق أوسع، وكذلك لدعم النمو المستدام والمرن والشامل، يجب زيادة معدلات الانتشار في قطاعات أخرى».
ومن المتوقع أن تزداد استثمارات البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي بما في ذلك رأس المال الاستثماري، ويشير التقرير الحديث إلى أن الصين نشرت أبحاثاً في مجال الذكاء الاصطناعي أكثر من الولايات المتحدة الأميركية أو الاتحاد الأوروبي، منذ منتصف عام 2019، كما خطت الهند خطوات كبيرة في هذا المجال، إذ تضاعفت منشوراتها البحثية في مجال الذكاء الاصطناعي منذ عام 2015.
تضاعفت استثمارات رأس المال الاستثماري العالمية في الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي ثلاث مرات من 31 مليار دولار أميركي إلى 98 مليار دولار أميركي، بين عامي 2015 و2023، مع نمو الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي التوليدي على وجه التحديد من نحو واحد في المئة من إجمالي استثمارات رأس المال الاستثماري في الذكاء الاصطناعي في عام 2022 (1.3 مليار دولار أميركي) إلى 18.2 في المئة (17.8 مليار دولار أميركي) في عام 2023، على الرغم من تباطؤ أسواق رأس المال.
شبكات الجيل الخامس والسادس
قامت جميع دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تقريباً بنشر شبكات الجيل الخامس وبدأت في التحول إلى أبحاث «ما بعد الجيل الخامس» أو «الجيل السادس»، كما أنهم يقومون بتسخير الأقمار الصناعية وغيرها من التقنيات الجوية، التي تتوسع في جميع أنحاء العالم.
وفيما يتعلق بتعزيز تقنيات الواقع الافتراضي، تستكشف توقعات 2024 عدداً من القضايا الشائكة التي ما زالت محل النظر والتطوير، مثل سياسات الخصوصية، أيضاً ينظر التقرير لمستقبل الاتصال اللاسلكي والانتقال من تقنيات الـ5G إلى 6G، وما يتبع ذلك من فرض سبل أعلى للتصدي للمخاطر المتعلقة بالإنترنت وزيادة معدلات السلوكيات السلبية المتعلقة بالاتصال الدائم بالشبكات المختلفة.
يأتي انتشار التقنيات الناشئة جنباً إلى جنب مع توليد كميات هائلة من البيانات، ما يؤدي إلى زيادة الطلب على نطاق ترددي أعلى والمزيد من معالجة البيانات.
وتعتمد العديد من التطبيقات الجديدة أيضاً على تحسين أداء النطاق العريض، بما في ذلك السرعات الأعلى وأوقات استجابة الشبكة الأقل (زمن الوصول).
مخاطر التطور التكنولوجي
يتسارع صعود التكنولوجيات ثلاثية الأبعاد، ما يثير تساؤلات حول الفرص المتاحة لها والمخاطر التي تنطوي عليها.
ويقول التقرير إن «الواقع الافتراضي هو الوسيلة الغامرة الوحيدة التي أثبتت قدرتها على التوسع في مجموعة من المجالات»، إذ تمتاز تقنيات الواقع الافتراضي بأدوات تتبع الجسم «التواجد» ويميز الواقع الافتراضي عن البيئات الغامرة المحيطة الأخرى.
ويذكر التقرير أن 20 دقيقة في الواقع الافتراضي تولد ما يقرب من مليوني نقطة بيانات فريدة للغة الجسد، لذلك بيانات تتبع الجسم تجعل الواقع الافتراضي ممكناً، ولكنها تزيد من مخاطر الخصوصية.
ويوصي التقرير بأنه يجب دمج الصحة العقلية والسلامة الجسدية في تجارب الواقع الافتراضي، خاصة للأطفال وفي المركبات المتحركة.