من المتوقع أن يتفق وزراء مالية مجموعة السبع للاقتصادات المتقدمة يوم السبت على خطة واسعة لاستخدام فوائد الأصول الروسية المجمدة في أوكرانيا، ما يمهد الطريق لاتفاق مبدئي بين الزعماء الشهر المقبل، يأتي ذلك بعد أن أعلنت واشنطن، يوم الجمعة، عن حزمة جديدة من المساعدات العسكرية بقيمة 275 مليون دولار لأوكرانيا.
ولا يزال التحدي المتمثل في إيجاد المزيد من الأموال لأوكرانيا في الوقت الذي تكافح فيه، تقدماً إقليمياً جديداً لروسيا، بعد أكثر من عامين من الحرب، يهيمن على اجتماع وزراء مالية أغنى الديمقراطيات في العالم في مدينة ستريسا بشمال إيطاليا.
ويأتي الاجتماع في الوقت الذي قالت فيه كييف إنها «أوقفت» التقدم الروسي في منطقة خاركيف، لكن هيئة الأركان العامة الأوكرانية اعترفت السبت بأن «العدو حقق نجاحاً جزئياً» وقالت إن «الوضع متوتر» مع استمرار القتال.
وزاد الرئيس فولوديمير زيلينسكي من نداءات المساعدة بينما يواجه جيشه صعوبات.
ومن المقرر أن يحضر وزير المالية الأوكراني سيرغي مارشينكو اجتماع مجموعة السبع يوم السبت في ستريسا سعياً للاستفادة من فوائد الأصول الروسية المجمدة.
ويتطلب أي اتفاق تفصيلي موافقة زعماء مجموعة السبع الذين سيجتمعون الشهر المقبل في بوليا، لكن المراقبين أشاروا إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق «من حيث المبدأ» يوم السبت.
وقال وزير المالية الفرنسي برونو لو مير «نحن بحاجة للتوصل إلى إعلان مبادئ يمثل الاتفاق الشامل لدول مجموعة السبع لاستخدام عائدات الأصول الروسية لتمويل أوكرانيا».
وأضاف أن الوزراء يهدفون إلى «التوصل إلى اتفاق سياسي من حيث المبدأ، وليس إلى حل جاهز».
كما أعرب المفوض الاقتصادي للاتحاد الأوروبي باولو جنتيلوني عن تفاؤل حذر، قائلاً إن هناك «تقارباً إيجابياً» في المحادثات تجاه مفهوم الاستفادة من الأرباح من الأصول الروسية المجمدة.
وتصاعدت الدعوات هذا العام في الغرب لإنشاء صندوق لأوكرانيا باستخدام ما يصل إلى 260 مليار يورو، ما يعادل 282 مليار دولار، من الحسابات المصرفية والاستثمارات والأصول الأخرى المجمدة منذ الغزو الروسي عام 2022.
تساؤلات حول المقترح الأميركي لدعم أوكرانيا
بينما أشار المفوض الاقتصادي للاتحاد الأوروبي إلى أنه لا تزال هناك «تفاصيل كثيرة لم يتم توضيحها بعد». وقال جنتيلوني إن المناقشات «قد تؤدي إلى اتفاق» في قمة مجموعة السبع في بوليا يومي 13 و15 يونيو حزيران.
وقال وزير المالية الإيطالي جيانكارلو جيورجيتي أيضاً إنه ونظراؤه يتطلعون إلى «أساس الحل في قمة منتصف يونيو حزيران».
ووافق الاتحاد الأوروبي رسمياً هذا الأسبوع على خطة لاستخدام الفوائد من الأصول الروسية المجمدة من قبل الاتحاد بما يقدر أنه يمكن أن يدر ما يصل إلى ثلاث مليارات يورو سنوياً لأوكرانيا.
لكن الولايات المتحدة أكدت أن دول مجموعة السبع يمكنها أن تذهب إلى أبعد من ذلك، إذ حثت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين الوزراء على النظر في «خيارات أكثر طموحاً».
ويتضمن المقترح الأميركي إنشاء تسهيلات قرض بقيمة 50 مليار دولار لأوكرانيا، مدعومة بالفوائد المستقبلية الناتجة عن الأصول الروسية المجمدة.
وفي حين أنه سيوفر دفعة أكبر لأوكرانيا، فقد أثار الاقتراح تساؤلات، بما في ذلك من سيصدر الدين، وكيف سيتم تقاسم المخاطر بين الولايات المتحدة ودول مجموعة السبع الأخرى، وكيف يمكن أن تتطور أسعار الفائدة.
وقال لومير «لن نتطرق إلى المبالغ الآن، إذ أعتقد أننا بحاجة إلى التحدث عن الطريقة أولاً».
وفي فبراير شباط، قالت الولايات المتحدة إنه يتعين على دول مجموعة السبع مصادرة الأصول المجمدة بشكل كامل، وهي فكرة تراجعت عنها لاحقاً بسبب مخاوف الحلفاء من أنها قد تكون سابقة قانونية خطيرة وأن روسيا يمكن أن تنتقم.
(أ ف ب)