تلعب مشروبات الطاقة دوراً حيوياً في دعم الجنود الأوكرانيين وتعزيز الاقتصاد الوطني خلال الحرب المستمرة مع روسيا؛ ففي الوقت الذي يواجه فيه الجنود ظروفاً قاسية على الجبهات، تأتي مشروبات الطاقة كمنقذ يمنحهم القوة والقدرة على التحمل، لكن هناك مخاوف صحية من تأثيرها على الجنود، نتيجة استهلاك الكثير من الكافيين.

في أعماق غابات غرب أوكرانيا، يتم إنتاج 16,000 علبة من مشروب الطاقة الجديد «فوليا» كل ساعة في مصنع مورسشينسكا. ومع التحرك نحو الجبهة، تجد برادات المتاجر الصغيرة ومحطات الوقود مليئة بفوليا ومجموعة متنوعة من مشروبات الطاقة الأخرى مثل «بيرن»، و«مونستر»، و«نون ستوب»، و«هيل»، و«بيت بول»، و«ريد بول».

وعند الوصول إلى الخنادق، حيث يحاول آلاف الجنود البقاء على قيد الحياة، تكون الهيمنة واضحة لمشروبات الطاقة، إذ يفضل الجنود الأوكرانيون مشروبات الطاقة على القهوة والكولا وحتى الماء لتزويدهم بالدفعة اللازمة للاستمرار.

يقول جندي أوكراني يُعرف باسمه المستعار «سايكو» إنه «في الصباح، عندما أستيقظ، أشرب مشروب طاقة، عندما أخرج في دورية أشرب مشروب طاقة، قبل الهجوم أشرب مشروب طاقة»، وفقاً لنيويورك تايمز.

وتشهد أوكرانيا أصعب لحظاتها منذ بداية الغزو الروسي، حيث يعاني الجنود من الهجمات المستمرة على الجبهة الممتدة بطول 600 ميل، ومشروبات الطاقة أصبحت ضرورية لهؤلاء الجنود، الذين أصبحوا مدمنين على مجموعة متنوعة من مشروبات الطاقة ذات الكافيين العالي والموجهة بشكل ذكي، بعضها مصنوع خصيصاً لهذه الحرب.

مبيعات مشروبات الطاقة

تشهد مبيعات مشروبات الطاقة ازدهاراً، إذ أصبحت واحدة من النقاط المضيئة القليلة في الاقتصاد الأوكراني، وتظهر أنواع ونكهات جديدة باستمرار بأسماء مثل «جنجل»، و«بوست» و«ستالكر».

يمكن رؤية العلب في كل مكان: في السترات الواقية، وحول حقائب الظهر المملوءة بالذخيرة، وعلى ظهر الدبابات، وفي الخنادق.

تسوق الشركات الأوكرانية هذه المشروبات لاستهداف الجنود بروح القتال التي يجسدونها، بأسماء مثل «فوليا» التي تعني الحرية والإرادة.

يقول ماركو تكاتشوك، الرئيس التنفيذي لشركة IDS أوكرانيا: «أردنا نصيباً من السوق».

تغيرت حياة الأوكرانيين منذ الغزو الروسي، ما زاد الطلب على جرعة سريعة من الكافيين… ليس الجنود فقط هم من يحتاجون إلى هذه المشروبات، بل المدنيون أيضاً، حيث زاد احتياجهم لمصادر الطاقة بسبب الهجمات الصاروخية المستمرة والقلق وقلة النوم.

يقول تاراس ماتسيبورا، نائب رئيس شركة كارلسبرغ أوكرانيا: «إن احتياجات السكان المدنيين المتزايدة لمصادر الطاقة تنشأ من الهجمات الصاروخية المستمرة، والقلق وقلة النوم».

بدأت شركة كارلسبرغ أيضاً بتصنيع مشروب طاقة في أوكرانيا باسم «باتري»، وتواجه السوق ازدهاراً رغم الصعوبات الاقتصادية وهروب الملايين من الأوكرانيين من البلاد، إذ ارتفعت مبيعات مشروبات الطاقة بنسبة 50 في المئة منذ بداية الحرب.

تتنوع وسائل توصيل مشروبات الطاقة للجنود، من الشاحنات الكبيرة والصغيرة إلى السيارات والدراجات النارية والدراجات الهوائية، وتصبح مشروبات الطاقة أكثر من مجرد مشروب، بل هي عملة في الخط الأمامي.

ومع ذلك، هناك مخاوف صحية بشأن استهلاك الكثير من الكافيين الذي يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة، لكن الجنود يرون في هذه المشروبات ضرورة لا غنى عنها.

أخيراً، تلعب مشروبات الطاقة دوراً حيوياً في دعم معنويات الجنود الأوكرانيين، كما تظهر في قصة سايكو، الذي شعر بالتحسن بعد شرب علبة من «بيرن» بعد إصابته بشظية، ويقول: «في الحرب تحاول أن تُقَدِّر هذه الأشياء الصغيرة».