أعلن الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء الإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير عند نطاق يتراوح بين 5.25 في المئة و5.50 في المئة وذلك للمرة السابعة على التوالي، في الوقت الذي يكافح فيه البنك لخفض التضخم تجاه هدفه البالغ اثنين في المئة

قرار الاحتياطي الفيدرالي

وبذلك يبقي البنك المركزي في أميركا على النطاق المستهدف لسعر الفائدة عند المستوى الحالي منذ يوليو تموز 2023.

وتتوقع لجنة السياسة النقدية بالاحتياطي الفيدرالي خفض الفائدة مرة واحدة فقط في عام 2024 بمقدار 25 نقطة أساس، مقارنة بتوقعاتها السابقة لثلاثة تخفيضات.

ورفعت لجنة السياسة النقدية توقعاتها لمعدل التضخم لعامي 2024 و2025 إلى 2.6 في المئة و2.3 في المئة على التوالي.

وفيما يخص توقعات النمو الاقتصادي للولايات المتحدة الأميركية أبقت اللجنة على توقعات النمو الاقتصادي لعامي 2024 و2025 دون تغيير عند 2.1 في المئة و2 في المئة على الترتيب، كما أبقت اللجنة على توقعات معدل البطالة لعام 2024 عند 4 في المئة لكنها رفعت توقعات عام 2025 إلى 4.2 في المئة.

موقف الفيدرالي من خفض الفائدة

يتردد صناع السياسة النقدية في البدء في خفض تكاليف الاقتراض حتى يتأكدوا من أن التضخم يقترب من المستهدف البالغ 2 في المئة، وهو المعدل الذي يرونه مناسباً لاقتصاد سليم.

وقال رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في مايو أيار الماضي، «رأينا خلال الربع الأول من عام 2024 نشاطاً اقتصادياً قوياً وسوق عمل ضيقة وتضخماً عنيداً، ما يعني أننا سنحتاج إلى المزيد من الوقت للتأكد من أن التضخم ينخفض بالوتيرة المطلوبة».

وأضاف باول وقتها «لن نقدم على خفض الفائدة حتى تؤكد لنا البيانات أن التضخم ينخفض نحو هدفنا البالغ 2 في المئة»، معقباً «عناد التضخم ووضع سوق العمل عاملان رئيسيان في مسألة تحديد سعر الفائدة».

ورفض باول وقتها تحديد أي موعد مستقبلي لبداية سياسة التخفيف وخفض الفائدة خلال العام الحالي، مشيراً إلى أن البيانات الاقتصادية وحدها هي مَن تحدد موعداً بخفض الفائدة.

رؤية المحللين للفائدة الأميركية

ولا يشكل القرار الأخير مفاجأة للأسواق، بل يأتي متماشياً مع توقعات المحللين، وكان الخبير الاقتصادي العالمي ورئيس كلية كوينز في جامعة كامبريدج محمد العريان قد قال في وقت سابق من يونيو حزيران 2024 إن تقرير الوظائف القوي لشهر مايو أيار 2024 «أغلق الباب» أمام أي خفض لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

وأضاف كبير المستشارين لدى مجموعة أليانز «أنه يغلق الباب أمام أي خفض للفائدة خلال يوليو تموز المقبل من قبل الاحتياطي الفيدرالي بغض النظر عن نتائج مؤشر أسعار المستهلكين المنتظر صدوره الأسبوع الحالي».

واستبعد العريان أن يقدم الاحتياطي الفيدرالي على خفض أسعار الفائدة خلال يونيو حزيران أو يوليو تموز 2024.

متى سيكون الخفض الأول لسعر الفائدة؟

يشعر المتداولون في وول ستريت بتفاؤل أكبر بشأن احتمالية أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة في سبتمبر أيلول، بعد إصدار مؤشر أسعار المستهلك لشهر مايو.

أظهر المؤشر تباطؤ التضخم أكثر من المتوقع خلال الشهر الماضي إذ انخفض إلى 3.3 في المئة من 3.4 في المئة في أبريل نيسان على أساس سنوي.

قبل إصدار البيانات صباح الأربعاء، توقع المستثمرون فرصة بنسبة 47 في المئة لخفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة في سبتمبر، والآن يرون فرصة بنسبة 61 في المئة لحدوث ذلك وفقاً لأداة فيد ووتش.