مع ارتفاع الأسواق إلى مستويات قياسية جديدة، الأسبوع الماضي، وتجاوز مؤشر داو جونز مستوى 40 ألف نقطة للمرة الأولى في تاريخه الممتد 139 عاماً، وبعد تباطؤ التضخم للمرة الأولى منذ أشهر، ازدادت الآمال المتعلقة ب خفض أسعار الفائدة في سبتمبر أيلول.
وعلى الرغم من تباطؤه، فإن التضخم ما زال مرتفعاً بالنسبة لمسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي الذين أعربوا بوضوح عن موقفهم، فهل يخفض البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة هذا الخريف أم لا؟ هذا هو سؤال المليار دولار.
قبل افتتاح الأسواق تحدث توم بورسيلي كبير الاقتصاديين الأميركيين في بي آي جي فيكسد إنكوم PGIM Fixed Income، حول ما سيحدث بعد ذلك وما قد يعنيه ذلك للاقتصاد.
– هل تعتقد أن الأسواق تفاعلت بشكل مناسب مع بيانات التضخم المتباطئة التي صدرت الأسبوع الماضي؟
من المثير للاهتمام بالنسبة لي أن أرى سوق الأسهم مؤيداً ومحمساً لفكرة خفض أسعار الفائدة، وإذا كان حماس سوق الأسهم معتمداً على ظنها بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يمدد الدورة الاقتصادية الحالية عن طريق خفض أسعار الفائدة عدة مرات، فأنا أتفق معهم.
ولكنني أعتقد أنه يجب علينا أن نكون حذرين، إذ إن هناك خطاً رفيعاً بين خفض أسعار الفائدة وتمديد الدورة الاقتصادية أو خفض الأسعار لأن الدورة تقترب من نهايتها (ويضعف الاقتصاد). وسيتعين على جميع المستثمرين التعامل مع ذلك في الأشهر المقبلة.
– ماذا تقصد بالضبط بتمديد الدورة الاقتصادية؟
عندما يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض أسعار الفائدة، فهو يخفض أسعار الفائدة لأن الركود على وشك الحدوث، أليس كذلك؟ يحدث هذا تقريباً في كل مرة يقوم فيها بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة، ويكون الركود على وشك الوقوع، ولهذا السبب أقول إن هناك خطاً رفيعاً بين خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لتمديد الدورة، وخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأن الركود على وشك الحدوث.
-يبذل بنك الاحتياطي الفيدرالي جهده ليحاول تجنب سيناريو الركود الذي يصاحب خفض أسعار الفائدة. كيف ترى أداءهم حتى الآن؟
أعتقد أن عليك العودة إلى شهر يوليو تموز الماضي، إذ وصلنا إلى 4.2 في المئة، من منظور التضخم الأساسي، أي أكثر من ضعف المعدل المستهدف، ولكن بنك الاحتياطي الفيدرالي قرر أنهم قد انتهوا من دورة الصعود هذه.
لذلك عندما تسمع عن التحول الحذر الذي حدث في ديسمبر كانون الأول، اعلم أنه لم يحدث في ديسمبر كانون الأول، بل حدث في يوليو تموز.
وكان (رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول) يخاطر قليلاً هناك، ولكنَّ جزءاً من سبب تحوله هو أنه أدرك أنه كلما زاد بنك الاحتياطي الفيدرالي عدوانيته، زاد الضرر الذي يمكن أن يلحقه بخلفية العمل، وواصل التأكيد في الاجتماعات اللاحقة على أننا لا نستطيع الانتظار حتى يصل التضخم إلى 2 في المئة، لأننا بعد ذلك سنخاطر بإحداث أضرار اقتصادية أكبر بكثير.
إنني أتعاطف مع ما يحاول القيام به جيروم باول، إنه يحاول هندسة هذا الهبوط الناعم بعيد المنال، وأعتقد أنه يمكن أن ينجح.
– هل ما زلت تعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة في سبتمبر أيلول؟
إذا كنا على حق في أن باول يميل إلى التخفيض، فإن شهر سبتمبر أيلول قد بدأ بالفعل، وإذا حصلنا على سلسلة من بيانات التضخم أفضل خلال الفترة الحالية وحتى شهر سبتمبر أيلول، فلا أشك ولو لثانية واحدة في أن شهر سبتمبر أيلول قد بدأ.
– ما الدور الذي ستلعبه انتخابات نوفمبر تشرين الثاني؟
إذا عدت ونظرت إلى السنوات الانتخابية العشر الماضية، سترى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يقوم بتعديل السياسة خلال سنوات الانتخابات، لذلك أعتقد أنه من المتوقع أن يستجيب بنك الاحتياطي الفيدرالي للواقع الاقتصادي على الأرض، وإذا كان الواقع الاقتصادي يتطلب من بنك الاحتياطي الفيدرالي تعديل أسعار الفائدة، حتى في عام الانتخابات، حتى في شهر الانتخابات، فإن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يفعل ذلك لأنه لطالما قام بفعل ذلك.
– ماذا سيحدث إذا لم يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة؟
كلما طالت المدة التي ينعدم فيها حدوث أي تخفيضات، فهذا يعني أننا على الأغلب سنرى سلسلة من التخفيضات في وقت لاحق.
وهناك بالفعل بعض الدلائل على أن الخلفية الاقتصادية بدأت تضعف بالفعل، يمكنك النظر إلى ارتفاع معدلات جنوح المستهلكين كمثال على كيفية بدء انخفاض المعدلات المرتفعة مرة أخرى.
من وجهة نظر الشركات، أصبحت الشركات الآن في خضم مرحلة إعادة التمويل، إنهم يصلون إلى مطب سرعة النضج مع ديونهم. ويعيدون التمويل بنسبة 1 أو 2 نقطة مئوية أعلى مما كانوا عليه قبل الجائحة، ويمكن أن يؤثر ذلك على الخلفية الاقتصادية الأوسع.
في الوقت الحالي، لدينا مستهلكون موجودون هناك، لكنهم بدؤوا عملية إبطاء إنفاقهم، وهذا يعني أنك ستبدأ في رؤية بعض الإمكانات لضغط الهامش.
وإذا بدأت ترى انخفاض الهوامش في الشركات التي تقوم الآن بإعادة التمويل بمعدلات أعلى، فقد يؤدي ذلك إلى تفاقم الأمور.
فماذا تفعل الشركات في هذه الحالة؟ كيف تتعامل الشركات مع ضغط الهوامش، خاصة إذا لم تكن قادرة على نقل التكاليف بالقدر نفسه الذي كانت عليه في السنوات الأخيرة؟ لديهم ثلاثة خيارات.
الأول هو تقليل ساعات العمل، وإذا لم يكن ذلك كافياً، فإنهم يحاولون خفض الأجور، وهذا ما يحدث بالفعل الآن، وإذا لم يكن هذان الحلَّان كافيين، فإن ملاذها الأخير هو تسريح الموظفين.
بالنسبة لي، هذا هو الخطر الحقيقي في حال لم يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في القريب العاجل.
(نيكول غودكند – CNN)