يستغل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، كل فرصة ممكنة من أجل مهاجمة الرئيس التنفيذي لشركة ميتا مارك زوكربيرغ بسبب العداوة الكبيرة بينهما.

وجاءت أحدث لقطة للهجوم على مؤسس فيسبوك في مقابلة أجراها ترامب مع بلومبيرغ بيزنس ويك تحدث فيها عن الاقتصاد والسياسة الخارجية ووجهات نظره بشأن العديد من الرؤساء التنفيذيين.

وبينما أشاد ترامب بالرئيس التنفيذي لشركة أبل، تيم كوك، ورئيس بنك جيه بي مورغان جيمي ديمون، فإنه انتقد شركات التكنولوجيا الكبرى، واصفاً إياها بأنها «كبيرة للغاية» و«قوية للغاية».

وقال ترامب «لا أريد أن أؤذي تلك الشركات، لكنني لا أريدها أن تدمر شبابنا أيضاً»، مشدداً على أنه على الرغم من أنه لا يريد تدمير شركات التكنولوجيا الكبرى لأنها مهمة للتنافس ضد الدول الأخرى، فإنه يعتقد أنه لا تزال هناك حاجة إلى تنفيذ بعض حواجز الحماية.

وتابع «إذا طاردتها بعنف شديد، فيمكنك تدميرها، لا أريد تدميرها، أريدها أن تزدهر، لكنني لا أريدها أن تؤثر في الانتخابات، ولا أريدها أن تدمر الأطفال عندما ينتحر الأطفال في جميع أنحاء البلاد، وهو ما يحدث»، في إشارة على ما يبدو إلى ظهور زوكربيرغ في جلسة استماع مثيرة لمجلس الشيوخ في شهر يناير الماضي.

وخلال جلسة الاستماع، قدم زوكربيرغ اعتذاراً نادراً للعائلات التي ألقت باللوم على إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في وفاة أطفالها، قائلاً «أنا آسف على كل ما مررت به جميعاً».

ووجه زوكربيرغ رسالة للعائلات الحاضرة «لا ينبغي لأحد أن يمر بالأشياء التي عانت منها عائلاتكم».

خلاف ترامب ومارك زوكربيرغ

على الرغم من أن ترامب اقترح أنه سيتخذ نهجاً حذراً تجاه ما يسميه «الوضع المعقد»، بسبب المنافسة في قطاع التكنولوجيا مع الصين ودعمه الشركات الأميركية، فإنه لا يبدو سيمارس النهج نفسه مع شركة ميتا، إذ يؤيد عدم حظر تيك توك حتى لا يكون ذلك في مصلحة ميتا.

وقال ترامب «الآن بعد أن أفكر في الأمر، أنا أؤيد تيك توك لأنك بحاجة إلى المنافسة، إذا لم يكن لديك تيك توك، فلديك فيسبوك وإنستغرام، وبالطبع يمتلكها زوكربيرغ، ولا نريد أن يسيطر على زمام الأمور».

ولطالما انتقد المرشح الرئاسي للحزب الجمهوري رئيس ميتا، حيث إن الخلاف بينهما تحول إلى عداوة قائمة.

لماذا يكره ترامب مؤسس ميتا؟

في الأسبوع الماضي، هدد ترامب بوضع زوكربيرغ في السجن بعد اتهامه بارتكاب تزوير الانتخابات.

وقال ترامب في منشور عبر منصة التواصل الاجتماعي التي أسسها بعد حظره من تطبيقات ميتا، وهي «تروث سوشيال»، في 9 يوليو تموز «كل ما يمكنني قوله هو إنه إذا انتخبت رئيساً، فسوف نلاحق المحتالين في الانتخابات بمستويات لم نشهدها من قبل، وسنرسلهم إلى السجن فترات طويلة».

ووجه رسالة غامضة قال فيها: «نحن نعرف بالفعل من أنت يا زوكرباكس، لا تفعل ذلك، كن حذراً!».

وكان ترامب يُلمّح إلى أخبار سابقة بشأن منظمة مرتبطة بزوكربيرغ تقدم الملايين في شكل منح غير حزبية لمجالس الانتخابات المحلية عام 2020 حتى يتمكنوا من إجراء الانتخابات أثناء الجائحة.

واتهم المحافظون وعلى رأسهم ترامب، مؤسس ميتا زوكربيرغ بمحاولة التأثير على الانتخابات الرئاسية لعام 2020 ضد ترامب بهذه التبرعات، واصفين إياها بـ«زوكرباكس»، لهذا أكد البعض أنه يقصد تهديده بالسجن.

وبعد هذه الشكاوى، نظرت لجنة الانتخابات الفيدرالية في الأمر وبرأت زوكربيرغ وزوجته، بريسيلا تشان من أي مخالفات.

أيضاً من ضمن أسباب الخلاف القوي بين الاثنين، هو قرار ميتا بحظر حسابات ترامب من تطبيقات التواصل الاجتماعي بعد أعمال الشغب في الكابيتول في 6 يناير 2021، ورفع الحظر في أوائل عام 2023.

ورفعت شركة ميتا القيود والعقوبات التي فرضتها على حسابات ترامب على فيسبوك وإنستغرام، مؤكدة أن القرار آخذ في الاعتبار ترشيح ترامب الرسمي مرشحاً للرئاسة عن الحزب الجمهوري.

وقال رئيس الشؤون العالمية لدى ميتا، نيك كليغ في منشور «في تقييم مسؤوليتنا للسماح بالتعبير السياسي، نعتقد أن الشعب الأميركي يجب أن يكون قادراً على سماع المرشحين للرئاسة على القدر نفسه من الحرية».

ولكن ترامب رد على هذا الأمر خلال مقابلته مع بلومبيرغ، مؤكداً أنه لا يعتمد على منصات ميتا الآن، إذ ينصب اعتماده على منصته الخاصة تروث سوشيال.

وعلى الرغم من العلاقة المتوترة مع زوكربيرغ، يمتلك ترامب علاقة مميزة مع قادة شركات التكنولوجيا، مثل إيلون ماسك، مالك منصة إكس، وزميله مؤسس شركة باي بال ديفيد ساكس، وصاحبي رأس المال الاستثماري مارك أندريسن وبن هورويتز.