عانت أسواق الأسهم حول العالم من تراجع كبير خلال جلسات تداول يوم الاثنين الماضي، أو ما يعرف بـ« الاثنين الأسود»، إذ تحولت أغلب البورصات إلى اللون الأحمر، ما تسبب في فقد أسهم التكنولوجيا لأكبر 7 شركات في القطاع 615.6 مليار دولار من قيمتها، ويبقى التساؤل حول ما إذا كانت تلك الضربة ستؤثر بشكل مباشر على نتائج أعمال الشركات في المنطقة العربية في القريب.
كانت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية أغلقت على انخفاض حاد يوم الاثنين، مع تلقي الأسواق العالمية صدمة بسبب مخاوف من الركود في الولايات المتحدة، وهو ما دفع المستثمرين إلى العزوف عن الأصول المنطوية على مخاطرة، إذ تسببت عمليات البيع المكثفة في قطاع التكنولوجيا المدفوعة بالأرباح المخيبة للآمال، الاثنين الماضي، في جر الأسواق العالمية إلى الانخفاض.
أما عربياً، فقال المحلل الاقتصادي بلال شعيب في تصريحات خاصة لـCNN الاقتصادية إن «انهيار الأسواق العالمية يوم الاثنين سيكون له تأثير محدود للغاية على النتائج المالية الفصلية القادمة المنتهية في سبتمبر أيلول القادم للشركات في المنطقة العربية»، وذلك بعد أن أعلنت مجموعة من الشركات عن نتائج مالية قوية، اليوم الأربعاء، للربع الثاني والنصف الأول من العام الجاري.
وأضاف شعيب أن توقعات الخبراء الاقتصاديين حول العالم تتصاعد بشأن زيادة استجابة مجلس الاحتياطي الفيدرالي بالتخلي عن سياسة التشديد النقدي المستمرة لقرابة أكثر من 18 شهراً، وخفض أسعار الفائدة المرتفعة، ما سيسمح للوضع الاقتصادي بأن يصبح أكثر استقراراً في الولايات المتحدة، وكذلك في الاقتصادات التابعة لها.
وبسؤال شعيب عن مدى تأثير التوترات الجيوسياسية العسكرية في المنطقة على نتائج الأعمال، قال «إن التوترات الحالية سواء في الشرق الأوسط أو أوروبا سيكون لها تداعيات على الاستثمار والشركات واقتصادات الدول أيضاً».
وأرجع شعيب تلك التداعيات المحتملة إلى «تذبذب أسعار المواد البترولية، التي تُستخدم كورقة ضغط عالمية على حركة التداول والتجارة بين الدول وبعضها»، وأوضح شعيب أن حالة تذبذب الأسعار تنعكس بالتبعية على نتائج الشركات ومؤشرات التضخم، وبالتالي تتسبب في تباطؤ معدلات النمو الاقتصادي، مثل ما حدث في الصين.
أبرز نتائج أعمال الشركات العربية
تراجع صافي أرباح شركة أرامكو السعودية خلال الربع الثاني 2024، كما أعلنت أمس الثلاثاء، بما يقرب من ثلاثة في المئة على أساس سنوي إلى 109.01 مليار ريال (29.1 مليار دولار)، مقارنة بأرباح بلغت 112.8 مليار ريال (30.1 مليار دولار) في الربع ذاته من العام السابق.
في غضون ذلك، حققت أرامكو أرباحاً بقيمة 211.3 مليار ريال سعودي (56.3 مليار دولار) بنهاية النصف الأول من عام 2024، لكنها أقل من نظيرتها في الفترة ذاتها من العام السابق التي بلغت 232.4 مليار ريال (62 مليار دولار).
وكشف بيان الشركة على السوق المالية السعودية «تداول» أن انخفاض صافي الربح في الربع الثاني يعود بشكل رئيسي إلى انخفاض الكميات المبيعة من النفط الخام وضعف هوامش أرباح أعمال التكرير، في ظل ارتفاع أسعار النفط الخام مقارنة بالربع ذاته من العام السابق.
بينما سجلت «أدنوك للإمداد والخدمات» ارتفاعاً بـ31 في المئة في صافي أرباح النصف الأول من العام الجاري، كما أعلنت اليوم الأربعاء.
بينما أعلنت الشركة العالمية القابضة اليوم الأربعاء، التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، تحقيق نتائج مالية متميزة خلال النصف الأول من عام 2024، إذ بلغ صافي أرباح المجموعة 12.3 مليار درهم (3.3 مليار دولار)، بنمو كبير بنسبة 18 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.
كما أعلنت شركة المملكة القابضة السعودية، اليوم الأربعاء، نتائجها المالية الفصلية، محققة 112.4 في المئة زيادة في ربحها الصافي في الربع الثاني على أساس سنوي.
وأظهرت البيانات التي نشرتها الشركة على موقع البورصة السعودية تحقيق 624.2 مليون ريال ربحاً صافياً، ما يعادل 166.27 مليون دولار أميركي، في الربع الثاني من العام الجاري، مقابل 293.9 مليون ريال قبل عام.
وأرجع البيان هذه الزيادة إلى «الارتفاع في الحصة من نتائج الشركات المستثمر فيها بطريقة حقوق الملكية، والانخفاض في النفقات المالية والانخفاض في مصاريف ضريبة الاستقطاع وضريبة الدخل، والارتفاع في صافي مكاسب أخرى».