إذا كنت تتقدم بطلبات للحصول على وظائف بلا نهاية ولا تحقق سوى القليل من النجاح، فإن الخبر السار هو أن هناك احتمالاً كبيراً أن هذا ليس خطأك على الإطلاق، أما الخبر السيئ فهو أن سبب ذلك خارج عن سيطرتك على الأقل إلى حد ما.
كشف استطلاع حديث لأكثر من 700 مسؤول توظيف في الولايات المتحدة أجرته شركة ماي بيرفكت ريزمي (MyPerfectResume) أن 81 في المئة من مسؤولي التوظيف ينشرون إعلانات وظائف وهمية، وإعلان الوظيفة الوهمية هو إعلان مزيف لأن صاحب العمل إما يبحث عن تجهيز مجموعة مواهب للمستقبل، أو أن الشركة تريد الوجود في سوق التوظيف ولو بشكل وهمي.
وعندما نحسب حجم إعلانات الوظائف الوهمية هذه يظهر أن ما يقرب من 36 في المئة من الوظائف المنشورة عبر الإنترنت -أكثر من الثلث- ليست في الواقع وظائف حقيقية.
وعلى نحو مماثل كشفت دراسة أجرتها شركة ريزمي بيلدر (Resume Builder) في شهر يونيو عن نتائج أثبتت أرقاماً مماثلة لدراسة ماي بيرفكت ريزمي، فمن بين 1641 مدير توظيف شملهم الاستطلاع اعترف 40 في المئة من المستجيبين بنشر إعلانات وظائف وهمية هذا العام، ويقول ثلاثة من كل 10 منهم إنهم لديهم حالياً إعلان وظيفة وهمية نشط.
هذا الاتجاه المزعج مدمر للصحة العقلية لأولئك الذين يتقدمون بطلبات للحصول على وظائف، والذين يصلون بشدة ويأملون أن يكون إعلان الوظيفة التالي الذي يستجيبون له هو الوظيفة التي يحلمون بها، فقط لتتبدد آمالهم.
لماذا ينشر أصحاب العمل إعلانات وظائف وهمية؟
وفقاً لاستطلاع ريزمي بيلدر نفسه، «نشرت الشركات قوائم وظائف وهمية لتجعل الأمر يبدو كأن الشركة منفتحة على المواهب الخارجية (67%)، وللتصرف كأن الشركة تنمو (66%)، ولجعل الموظفين يعتقدون أن عبء العمل لديهم سيخف مع وجود عمال جدد (63%)، ولجعل الموظفين يشعرون بأنهم يمكن استبدالهم (62%)، ولجمع السير الذاتية والاحتفاظ بها في ملف لوقت لاحق (59%).
الآن بعد أن أصبحت على دراية بهذا الواقع المزعج، فمن المرجح أنك تشعر بالقلق من أنك تهدر وقتك وطاقتك في التقدم للحصول على المزيد من الوظائف، فقط لتدرك أنها ليست حقيقية على أي حال.
لحسن الحظ، هناك بعض الطرق التي يمكنك من خلالها بسهولة اكتشاف إعلان وظيفة وهمية، ومنع نفسك من إهدار وقتك ومواردك الثمينة، وتخصيصها لوظائف حقيقية بدلاً من ذلك.
إليك بعض النصائح:
لا تتقدم لوظائف قديمة
عند البحث عن وظيفتك التالية ضيق نطاق بحثك لتشمل الأسبوع الأخير فقط، يساعدك هذا على تحديد أولويات القوائم الجديدة وليس القوائم القديمة، أو تلك التي كانت موجودة منذ أشهر دون توظيف جدي، أو تلك المدرجة منذ أسابيع ولكن شغلت بالفعل ونسي المسؤول عن التوظيف إزالتها.
يصبح هذا أكثر منطقية عندما تفكر في حقيقة أنه وفقاً لريزمي بيلدر فإن 6 في المئة فقط من الشركات تحتفظ بوظائف وهمية نشطة لأقل من أسبوع واحد، ومعظم الوظائف الوهمية نشطة على المنصات منذ بضعة أسابيع وأحياناً تصل إلى أشهر، إذ يقوم 28 في المئة من أصحاب العمل بإدراجها لبضعة أسابيع، و31 في المئة لمدة شهر، و19 في المئة لمدة ثلاثة أشهر.
احذر من الأوصاف الغامضة
إن إعلان الوظيفة الذي يحتوي على وصف غامض أو عام هو علامة على أن الوظيفة غير حقيقية، ويجب عليك تجنبها بأي ثمن، إذا لم يكن من الواضح ما مسؤولياتك بالضبط ومن ستقدم التقارير إليه والراتب والتفاصيل الأساسية الأخرى، فمن المرجح أن صاحب العمل يسعى فقط إلى جمع السير الذاتية، أو في أفضل السيناريوهات يقومون بالفعل بالتوظيف ولكن قد تواجه مشكلات سوء التواصل لاحقاً في علاقتك العملية معهم.
يجب أن تكون حذراً بشكل خاص عند دعوتك إلى مقابلة عمل، صرحت ريزمي بيلدر بأن 85 في المئة من الشركات التي تتصل بالمتقدمين بعد الرد على إعلان الوظيفة الوهمية الخاصة بهم، تجري دائماً مقابلة، ما يضيع وقت الطرفين بشكل غير أخلاقي.
لذلك، من المهم التأكد من وجود شفافية في المقابلة، وأن تطرح أسئلة مفصلة حول الدور الذي ستلعبه وآفاق التقدم الوظيفي في المستقبل، والأسئلة الأخرى المتعلقة بالمشروع الذي يقومون بالتوظيف من أجله، بما في ذلك الجداول الزمنية المقدرة.
تحقق من تاريخ الشركة في التوظيف
من الجيد دائماً البحث عن تجارب الموظفين والمرشحين الآخرين الذين أجروا مقابلات في الشركة نفسها لمعرفة ملاحظاتهم على تجاربهم، تسمح منصات مثل غلاس دوور وإنديد للمرشحين والموظفين السابقين والحاليين بمشاركة تجاربهم في المقابلات والتقديم بشفافية، وهذا يمنحك نظرة أوضح بشأن ما يمكن توقعه إذا قررت التقدم من المرشحين الذين كانوا هناك وقاموا بذلك قبلك بالفعل.
بالإضافة إلى ذلك يجب أن يكون تصنيف الشركة على غلاس دوور وإنديد مهماً للغاية في قرارك بشأن ما إذا كنت ستتقدم للوظيفة أم لا، إذا كان لدى صاحب العمل أقل من أربع نجوم على غلاس دوور، فهذه عادة علامة تحذيرية كبيرة، ومن الجدير التحقق مما إذا كانت شكوكك مبررة من خلال البحث عن سبب انخفاض تقييم الموظفين له.
متابعة طلبك للحصول على الوظيفة
بمجرد التقدم للوظيفة قد ترغب في المتابعة والتواصل مع صانع قرار رئيسي أو مسؤول توظيف لأي أسئلة محددة لديك بخصوص الدور أو عملية التوظيف، يمكن إجراء هذه العملية عبر البريد الإلكتروني أو عبر الهاتف، انتبه للمؤشرات مثل جودة الاستجابة، ومدى مراوغة الرد، وما إذا كان قد استجاب على الإطلاق.
في بعض الحالات سيكون من الحكمة التواصل بشأن أي أسئلة لديك قبل التقديم حتى تتمكن من الحصول على راحة البال، على سبيل المثال يمكنك أن تسألهم عن سبب توفر الوظيفة، وما الجدول الزمني المتوقع للتوظيف.
ثق بحدسك
أخيراً، وليس آخراً، إذا كان هناك شيء لا يبدو صحيحاً ولا تشعر بالراحة فمن المرجح أنك على حق، وأنها ليست وظيفة حقيقية، من الأفضل أن تتبع حدسك وتستمع إليه بدلاً من إهدار ساعات من الوقت الثمين في تصميم خطاب تقديمي وسيرة ذاتية وطلب توظيف مخصص، فقط لتكتشف لاحقاً أنه لسبب أو لآخر لم تكن الوظيفة التي كنت تتقدم لها موجودة على أرض الواقع في المقام الأول.
الوظائف الوهمية سيئة، فلا أحد يحب أن يعرف أن أكثر من ثلث الوظائف التي تقدم لها طوال بحثه عن وظيفة كانت مضيعة للوقت بسبب الافتقار إلى الشفافية من جانب صاحب العمل، ولكن ما يهم الآن هو أن تأخذ زمام الأمور بين يديك وتقرر ما ستفعله من الآن.