بعد فوزه المتوقع في الانتخابات الرئاسية، يدخل عبد المجيد تبون فترة جديدة من قيادة البلاد لمدة 5 سنوات تعد بالكثير من التغييرات الجوهرية في المشهد الاقتصادي الجزائري، فمن هو عبد المجيد تبون الرئيس الجزائري الجديد؟

وفاز تبون بولاية رئاسية ثانية وفق النتائج الأولية التي أعلنتها اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر. وحسب رئيس اللجنة محمد شرفي فإنه من أصل 5,630 مليون صوت مسجلين كناخبين، حصل تبون على 5,320 مليون صوت، أي 94,65% من الأصوات.

يتمتع تبون بتجربة واسعة تمتد لعقود في مختلف المناصب الحكومية، ويتطلع إلى تحويل رؤيته الاقتصادية إلى واقع ملموس، ففي هذه المرحلة الجديدة، يركز تبون على تنفيذ مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية التي تهدف إلى تعزيز الاستقرار المالي، وتقليل الاعتماد على عائدات النفط، وتحقيق التنمية المستدامة.

نشأة تبون

وُلد عبد المجيد تبون في 17 نوفمبر 1945 في مشرية، ولاية النعامة، الجزائر، في عائلة ذات خلفية وطنية، حيث كان والده ناشطاً في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ما دفع العائلة للانتقال من ولاية النعامة إلى ولاية سيدي بلعباس هرباً من مضايقات الاستعمار الفرنسي.

وبدأ تبون تعليمه في مدرسة «أفيونس» بولاية سيدي بلعباس، ثم انتقل إلى المدرسة الحرة للأئمة، وبعد حادث عائلي في 1953، انتقل للعيش مع خاله في البيض لمواصلة تعليمه الابتدائي.

وأكمل دراسته في الثانوية الجهوية ثم في ثانوية بن زرجب، وحصل على شهادة البكالوريا في عام 1965.

وواصل التعليم العالي، بعدما شارك في مسابقة الدخول إلى المدرسة الوطنية للإدارة وتخرج منها في عام 1969 بتخصص في الاقتصاد والمالية.

المسيرة المهنية لتبون

تولى تبون عدة مناصب إدارية، بدءاً من ولاية أدرار في عام 1983، ثم ولاية تيارت في 1984، وبعدها ولاية تيزي أوزو في 1989.

وانضم تبون إلى حكومة سيد أحمد غزالي في 1991 كوزير منتدب مكلف بالشؤون المحلية، ثم عاد إلى الحكومة في 1999 ليشغل منصب وزير الاتصال والثقافة، ومن ثم وزير منتدب مكلف بالشؤون المحلية، تولى أيضاً منصب وزير السكن والعمران من 2001 إلى 2002، وعاد مجدداً في 2012 للمنصب نفسه، في عام 2017، شغل منصب وزير التجارة بالنيابة قبل أن يُعين وزيراً أولاً (رئيس الحكومة) في 24 مايو 2017.

وانتُخب رئيساً للجزائر في عام 2019، بعد حصوله على نسبة 58.13% من الأصوات.

الإنجازات والبرامج السياسية

يركز تبون على تنفيذ إصلاحات اقتصادية تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط والغاز وتعزيز التنمية المستدامة، كما يعمل على تحسين الظروف المعيشية وتقليل معدلات البطالة من خلال دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ويعمل على مكافحة الفساد، إذ أطلق حملات لمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في الإدارة العامة.

خلال فترة رئاسته الأولى، عمل تبون على تقليل الاعتماد على النفط عبر دعم قطاعات غير نفطية مثل الصناعة والتجارة، تضمنت خططه تشجيع الاستثمارات في التكنولوجيا والزراعة وتعزيز قطاع السياحة، كما قام بإعادة هيكلة المؤسسات العامة، بما في ذلك تحسين أداء الشركات الحكومية وتبسيط الإجراءات البيروقراطية.

وأطلق تبون حملة واسعة لمكافحة الفساد شملت تحقيقات وملاحقات ضد كبار المسؤولين السابقين، وأُنشئت هيئات جديدة لتعزيز الشفافية في القطاع العام، كما شمل برنامجه إصلاحات لتحسين فاعلية النظام القضائي لضمان محاسبة أفضل للمتورطين في قضايا الفساد.

وشهدت فترة تبون تحسيناً كبيراً في البنية التحتية، مع تنفيذ مشروعات كبرى في المناطق النائية، بما في ذلك تطوير شبكة الطرق والمرافق الصحية والتعليمية، كما تم تعزيز برامج الدعم الاجتماعي لمساعدة الأسر ذات الدخل المنخفض والطبقات الاجتماعية الأكثر احتياجاً.

وسعى تبون إلى جذب الاستثمارات الأجنبية من خلال تحسين بيئة الأعمال وتقديم حوافز للمستثمرين، وتبسيط الإجراءات المتعلقة بإنشاء الشركات وجذب الاستثمارات الكبرى، كما تركزت جهوده على تعزيز الصادرات وتطوير الصناعات المحلية لتقليل الاعتماد على الواردات.

وفي عهده، بدأت مشروعات الطاقة المتجددة لتعزيز استقلال الجزائر في مجال الطاقة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، بالإضافة إلى تحسين الممارسات البيئية وتعزيز البرامج المتعلقة بالحفاظ على البيئة.

وشملت مبادرات تبون تحسين جودة التعليم وتحديث المناهج الدراسية لتعزيز مهارات الشباب وتجهيزهم لسوق العمل، كما تم توسيع شبكة المرافق الصحية وتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية في المناطق الريفية والنائية.