كتبت سيمون مكارثي (CNN)
انخفض عدد سكان الصين في عام 2022، لأول مرة منذ أكثر من 60 عاماً، ما يعزز المخاوف بشأن الأزمة الديموغرافية المتفاقمة وتداعياتها على اقتصاد البلاد المُتباطئ.
وأعلن المكتب الوطني للإحصاء، خلال مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء، أن عدد السكان انخفض العام الماضي إلى 1.411 مليار، متراجعاً بنحو 850 ألف شخص عن العام السابق، وهو الانخفاض الأول منذ عام 1961.
وقال زهيوي تشانغ، كبير الاقتصاديين لدى «بين بوينت أسيت مانجمنت»، «هذا مهم للغاية، مع ما يترتب على ذلك من آثار محتملة على النمو والطلب المحلي».
وجاءت البيانات الجديدة تزامناً مع الإعلان عن أسوأ أداء اقتصادي سنوي للصين منذ نحو نصف قرن، إذ توسع الاقتصاد بنسبة 3 في المئة فقط في عام 2022، وهو أقل بكثير من هدف الحكومة البالغ 5.5 في المئة، ما يبرز التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد في ظل نقص العمالة.
وكانت الأزمة الديموغرافية مصدر قلق رئيسياً لصانعي السياسة خلال الفترة الماضية، التي من المتوقع أن يكون لها تأثير متزايد على النمو الصيني في السنوات القادمة.
وألغت بكين سياسة «الطفل الواحد» التي دامت عقوداً من الزمن في عام 2015، بعدما أدركت أن السياسة التقييدية قد ساهمت في شيخوخة السكان بسرعة وتقلص القوى العاملة، ما قد يؤثر بشدة على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
كما خفف صانعو السياسة القيود المفروضة على المواليد في عام 2021، ما سمح لكل أسرة بإنجاب ثلاثة أطفال، وضاعفوا الجهود لتشجيع ودعم الأسر الأكبر حجماً.
ومع ذلك، هذه الجهود لم تؤتِ ثمارها حتى الآن في ظل ارتفاع تكلفة المعيشة، وعدم اليقين الاقتصادي الذي يلوح في الأفق.