أظهرت أحدث استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة عن تفوق نائبة الرئيس كامالا هاريس ، على منافسها الرئيس السابق دونالد ترامب، في ظل أن المنافسة ما زالت مستمرة في الولايات المتأرجحة الرئيسية.
وتأتي هذه الاستطلاعات في الوقت الذي يتبقى فيه أقل من شهر على انطلاق الانتخابات الرئاسية الأميركية، المقررة في شهر نوفمبر المقبل.
تفوق هاريس في استطلاعات الرأي
من بين استطلاعات الرأي الوطنية الثلاثة الرئيسية التي صدرت، أمس الأحد، احتفظت كامالا هاريس بالتفوق في استطلاعين، بينما تعادل كلا المرشحين في استطلاع آخر.
وفي أحدث استطلاع للرأي أجرته شبكة «سي بي إس نيوز» بالتعاون مع مؤسسة «يوجوف»، تقدمت هاريس بثلاث نقاط على ترامب (50 في المئة مقابل 47 في المئة) بين الناخبين المحتملين.
وتقدمت هاريس أيضاً في استطلاع جديد أجرته شبكة «إيه بي سي نيوز» بنقطتين (50 في المئة مقابل 48 في المئة) بين الناخبين المحتملين.
لكن هاريس وترامب كانا متعادلين في أحدث استطلاع أجرته شبكة «إن بي سي نيوز»، بنسبة (48 في المئة مقابل 48 في المئة) بين الناخبين المسجلين، حيث محى الرئيس السابق تقدماً بخمس نقاط لنائب الرئيس الشهر الماضي.
ترامب يتفوق في الاقتصاد
من بين الأمور الثابتة في السباق الرئاسي مدى أهمية القضايا الاقتصادية في أذهان الناخبين.
وفي حين أن معدل البطالة أقل بكثير مما كان عليه قبل أربع سنوات، فإن التضخم كان قضية متكررة بالنسبة للأميركيين.
وكان الاقتصاد دائماً أحد أقوى قضايا ترامب، ولو ظل الرئيس جو بايدن هو المرشح الديمقراطي، لربما كانت الميزة التي يتمتع بها الرئيس السابق في هذه القضية أكبر من أن يتمكن بايدن من التغلب عليها في ولايات مثل أريزونا ونيفادا.
لكن بعد تنحي بايدن عن منصبه كمرشح افتراضي في يوليو تموز الماضي، أدى دخول هاريس إلى السباق لقلب الانتخابات رأساً على عقب وسمح للديمقراطيين بإعادة صياغة رسالتهم الاقتصادية بشكل مستقل عن الرئيس.
وفي العديد من استطلاعات الرأي في الولايات المتأرجحة، حققت هاريس بعض النجاح في التقرب من ترامب فيما يتعلق بالاقتصاد، ومع ذلك أظهرت الاستطلاعات الثلاثة أن ترامب يحتفظ بميزة اقتصادية.
وفي استطلاع شبكة «إن بي سي»، تقدم ترامب بفارق 11 نقطة على هاريس (50 في المئة مقابل 39 في المئة) فيما يتعلق بالمرشح الذي سيتعامل بشكل أفضل مع قضايا التضخم وتكاليف المعيشة.
وفي الوقت نفسه، أعطى المشاركون في استطلاع «أيه بي سي» لترامب تقدماً بثماني نقاط في الاقتصاد (46 في المئة مقابل 38 في المئة) وسبع نقاط في معالجة التضخم (44 في المئة مقابل 37 في المئة).
ومع ذلك، في استطلاع «أيه بي سي» كان لدى هاريس ميزة خمس نقاط (42 في المئة مقابل 37 في المئة) على ترامب فيما يتعلق بالمرشح الذي سيبحث عنه للأميركيين من الطبقة المتوسطة.
وفي استطلاع أجرته شبكة «سي بي إس»، قال 67 في المئة من المشاركين إن أسعار العناصر التي يشترونها زادت في الأشهر الأخيرة، بينما قال 6 في المئة فقط أن الأسعار انخفضت، لكن ترامب ركز على هذه القضية طوال حملته الانتخابية.
وسيواصل كلا المرشحين -وخاصة هاريس- التركيز على المسائل الاقتصادية في الأسابيع المقبلة.
من المرشح المختلف عن بايدن؟
ويخوض ترامب الانتخابات كمرشح تغيير، مروجاً لمواقف محافظة من شأنها أن تمثل انعكاساً صارخاً عن مواقف إدارة بايدن بشأن قضايا تتراوح من الهجرة إلى التعيينات القضائية.
في حين أن هاريس نائبة الرئيس تحاول إظهار أنها مختلفة عن بايدن، حيث ظهرت أكثر قوة من الرئيس الأميركي في التعبير عن آرائها بشأن قضايا مثل الحقوق الإنجابية وأمن الحدود.
وفي معظم القضايا، سعى ترامب إلى ربط هاريس ببايدن عند كل منعطف، لكنها احتفظت حتى الآن بفارق ــ ولو ضيق ــ في تحديد المرشح الذي سيمثل التغيير.
وفي استطلاع «إن بي سي نيوز» تقدمت هاريس بخمس نقاط على ترامب بشأن المرشح الذي يمثل التغيير (45 في المئة مقابل 40 في المئة)، ويمثل هذا الرقم انخفاضاً طفيفاً عن تفوقها البالغ تسع نقاط في سبتمبر (47 في المئة مقابل 38% في المئة).
ومع بحث العديد من الناخبين عن مرشح سيغير الأمور من سنوات بايدن، من المهم أن تحتفظ هاريس بميزة في هذه القضية على الرغم من تراجع تقدمها الإجمالي في استطلاع شبكة «إن بي س»ي، وبالنسبة للعديد من الناخبين – وخاصة الناخبين الشباب المهتمين بالاقتصاد والصراع في غزة – يظل عامل التغيير حاسماً.