أثار انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة وتأكيد عودته إلى البيت الأبيض ارتفاعاً كبيراً في عدد الطلاب الأميركيين الذين يستكشفون ما إذا كانوا سيواصلون تعليمهم الجامعي في الخارج، ما يشير إلى حالة قلق تعم الجامعات الأميركية.
وقالت «ستدي بورتالز»، وهي شركة رائدة في توفير المعلومات بشأن التعليم العالي، إن عدد عمليات البحث التي أجراها الطلاب الأميركيون عن دورات البكالوريوس والماجستير الأجنبية قفز أكثر من خمسة أضعاف بعد انتخابات يوم الثلاثاء، من متوسط يومي يبلغ نحو 2000 إلى ما يقرب من 11000 يوم الأربعاء عندما انتشر تأكيد فوز ترامب.
ووجد موقع «ستدي بورتالز» أن عدد الطلاب الأجانب الذين يبحثون عن أماكن بالجامعات الأميركية انخفض أيضاً في الأيام الأخيرة، ولكن بشكل أقل حدة.
وكان الاهتمام الأكبر بالدورات الدراسية في المملكة المتحدة وكندا وألمانيا وأيرلندا، ما أعطى آمالاً جديدة للجامعات في تلك البلدان التي كانت تبحث عن المزيد من المتقدمين الأجانب، الذين يدفعون عادةً رسوماً أعلى، لتعويض ضغوط الميزانية المتزايدة.
ويأتي رد الفعل نظراً لأن طلاب الجامعات تقليدياً يكونون أكثر ليبرالية من الناخب الأميركي العادي، ما يشير إلى تراجع الحماس للدراسات الجامعية في الولايات المتحدة في عهد الجمهوريين، رغم أنهم حققوا بعض التقدم في الجامعات في السنوات الأخيرة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة «ستدي بورتالز»، إدوين فان ريست «إنه أمر غير مسبوق أن نرى تحولاً سريعاً في الاهتمام بهذا الحجم، لقد رأينا اتجاهات مماثلة في رئاسة ترامب الأخيرة، ولكن ليس على هذا النطاق».
هل تحدث طفرة في دراسة الأميركيين بالخارج؟
قالت جامعة تورنتو الكندية إنه من السابق لأوانه تحديد أي تحولات في اتجاهات التقديم، لكنها شهدت زيادة قدرها 12 ضعفاً في عمليات البحث على مواقعها الإلكترونية من الطلاب الأميركيين بعد فترة وجيزة من انتخاب ترامب في عام 2016، ما ساعدها أيضاً على توظيف بعض الأكاديميين الأميركيين البارزين.
فيما ذكر المستشارون في شركة كريمسون إديوكيشن، وهي شركة استشارية للقبول بالجامعات، أنهم رأوا بعض العملاء يحولون تركيزهم داخل الولايات المتحدة إلى الكليات في الولايات الأكثر ليبرالية؛ وبعضهم في بلدان أخرى فضلوا مؤسسات المملكة المتحدة على تلك الموجودة في الولايات المتحدة عندما انتخب ترامب لأول مرة في عام 2016.
وقالت إحدى طالبات جامعة بنسلفانيا إنها تفكر في تحويل طلب الدكتوراه الخاص بها إلى إحدى جامعات المملكة المتحدة بعد الانتخابات، واستشهدت بتصريحات ترامب والقلق على سلامتها «كأنثى وكشخص من أصل إفريقي»، ووصفت الحالة المزاجية بين زملائها الطلاب هذا الأسبوع بأنها «سيئة»، مشيرة إلى أن هناك أجواء من اليأس في الحرم الجامعي.
ومع ذلك، قد لا يؤدي الاهتمام المتزايد إلى زيادة أعداد المتقدمين في الخارج في نهاية المطاف، والتي تظل متواضعة، إذ بلغ عدد الطلاب الجامعيين الأميركيين الذين قضوا وقتاً في جامعات أجنبية أقل من 190 ألف طالب (أي نحو ستة في المئة من إجمالي الطلاب الجامعيين الأميركيين) في عام 2022.
وقالت أديلين شيلتون، طالبة السنة النهائية في مدرسة ليك ترافيس الثانوية في أوستن، تكساس، والتي كانت تخطط بالفعل للتقدم إلى دورات في المملكة المتحدة، إن «اثنين من الأصدقاء أعربوا عن اهتمامهم بالدراسة في الخارج نتيجة لانتخاب ترامب ولكن لا يزال المعظم يرغب في البقاء في الولايات المتحدة».
(فينانشال تايمز)