في ظل تزايد الضغوط الدولية والعقوبات الغربية، يواصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعزيز التعاون الاقتصادي مع روسيا، مؤكداً عزمه على توسيع التجارة بين البلدين.

وفي اتصال هاتفي مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، شدد أردوغان على أهمية تعميق العلاقات التجارية في مجالات متعددة، رغم التحديات الاقتصادية الناتجة عن تأثيرات العقوبات الأميركية.

ورغم موقف تركيا المحايد في الحرب الروسية الأوكرانية، يبقى اعتمادها الكبير على الطاقة الروسية أحد العوامل المحورية في استراتيجيتها الاقتصادية، ما يجعلها شريكاً محورياً لروسيا في تجاوز تداعيات العقوبات الغربية.

وأعلن أردوغان أنه يهدف إلى زيادة التعاون بين تركيا وروسيا في عدد من المجالات، ولا سيما توسيع حجم التجارة، بحسب بيان للرئاسة التركية.

وبينما أدانت تركيا الحرب الروسية الأوكرانية في بدايتها، أعلنت موقفاً محايداً في الحرب ولم تواكب العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، وبرر أردوغان هذه السياسة بسبب اعتماد تركيا على النفط والغاز الروسيين.

كانت خمس شركات تركية مستهدفة بالعقوبات الأميركية في سبتمبر أيلول 2023 لتوريد منتجات وخدمات لشركات دفاع روسية.

وفي رسالة أرسلها في أغسطس آب 2022، حذّر نائب وزير الخزانة الأميركي الشركات التركية من «خطر متزايد» عليها في مواجهة «محاولات روسيا استخدام» تركيا «للتهرب من العقوبات».

في يوليو تموز الماضي، أفادت دائرة الإحصاء التركية بأن الصادرات إلى روسيا تقلصت بنسبة 28 في المئة عن العام السابق بسبب الضغوط المستمرة من العقوبات الأميركية ضد روسيا.

وبلغت قيمة هذه الصادرات 4.16 مليار دولار فقط في الربع الأول من عام 2024، وهو ما يمثل انخفاضاً من ذروة بلغت 5.80 مليار دولار في العام السابق، وفقاً لمؤسسة جيمس تاون.

وارتفعت الواردات في عام 2021 إلى ذروة بلغت 27.7 مليار دولار قبل اندلاع حرب روسيا في أوكرانيا مباشرة، وانخفضت منذ ذلك الحين، رغم أنها لا تزال أعلى بكثير من مستويات عام 2020.

منذ الحرب الروسية، فرض الغرب عقوبات اقتصادية قاسية على البلاد لممارسة الضغط عليها، ولكن منذ ذلك الحين، بذلت موسكو جهوداً هائلة للالتفاف على تلك العقوبات والحفاظ على التجارة الدولية.

في هذا الصدد، أصبحت تركيا، وهي مستوردة للطاقة الروسية منذ فترة طويلة، منفذاً للاقتصاد العالمي الروسي.

تقلبت العلاقات التركية الروسية على مدار الحرب، إذ تحاول تركيا الحفاظ على موقف متوازن بين الغرب وروسيا، وكذلك مع اللاعبين الإقليميين الآخرين في الشرق الأوسط.