تتخلص الصين واليابان من سندات الخزانة الأميركية بشكل غير مسبوق، ففي الربع الثالث من عام 2024 باعت اليابان 61.9 مليار دولار من السندات وهو أكبر بيع ربع سنوي على الإطلاق.

وجاء هذا بعد أن تخلصت اليابان من 40.5 مليار دولار في الربع الثاني، فيما تخلصت الصين من 51.3 مليار دولار في الفترة نفسها وهو ثاني أكبر تخفيض لها في التاريخ.

وبالنسبة للصين فإن هذا استمرار لاتجاه سائد، فقد خفضت البلاد حيازاتها من سندات الخزانة في ستة من الأرباع السبعة الماضية.

والأمر الأكثر إثارة للصدمة هو أن إجمالي حيازاتها انخفض الآن إلى أقل من 800 مليار دولار، وهو مستوى لم نشهده منذ 16 عاماً، فما الذي يدفع هذا التراجع الدراماتيكي من جانب اثنين من أكبر الدائنين الأجانب في العالم؟

بيع الصين سندات الخزانة مرتبط بالدفاع عن اليوان

إن عمليات البيع المكثفة التي تقوم بها الصين لسندات الخزانة ترتبط ارتباطاً وثيقاً باستراتيجيتها لحماية اليوان، كان بنك الشعب الصيني في حالة تأهب قصوى منذ فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، والذي جاء مع تهديدات متجددة بفرض تعريفات جمركية.

كان بنك الشعب الصيني يحدد سعره المرجعي اليومي أعلى من 7.2 يوان للدولار، ما يشير إلى تصميمه على دعم العملة على الرغم من ضغوط السوق.

في يوم الثلاثاء حدد البنك المركزي السعر عند أعلى مستوى في أسبوع، متحدياً التوقعات بأنه قد يستسلم لقوى السوق، وقد تعهد ترامب، الرئيس المنتخب الآن، بفرض تعريفات جمركية بنسبة 10 في المئة على السلع الصينية، متهماً بكين بالفشل في مكافحة الاتجار بالفنتانيل.

مبيعات اليابان مرتبطة بالضغوط المحلية

من ناحية أخرى يبدو أن مبيعات اليابان القياسية من سندات الخزانة الأميركية مرتبطة بالاحتياجات المحلية، كشف رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا مؤخراً عن حزمة تحفيز بقيمة 39 تريليون ين (250 مليار دولار) لمساعدة الأسر والشركات اليابانية على التعامل مع ارتفاع التكاليف.

وأكد إيشيبا ضرورة رفع الأجور بين جميع الأجيال، قائلاً «يجب أن يحدث هذا الآن وفي المستقبل».

ولتمويل هذه التدابير تتراجع اليابان بوضوح عن استثماراتها في الديون الأميركية، وتعكس تكلفة الحزمة تركيز الحكومة على الاستقرار المحلي.

واضطر الائتلاف الحاكم في اليابان -الذي أصبح الآن أقلية في البرلمان- إلى عقد صفقات مع أحزاب أصغر للحصول على موافقة خطة التحفيز، وفي حين باعت البلاد رقماً قياسياً بلغ 61.9 مليار دولار في الربع الثالث، فإن هذا يأتي بعد انخفاض هائل آخر في الربع الثاني.