تسابق المشرعون الأميركيون، يوم الجمعة، لإيقاف إغلاق الحكومة الذي من المتوقع أن يحدث خلال ساعات، بعد أن قام دونالد ترامب وإيلون ماسك بتدمير اتفاق بين الحزبين كان سيحافظ على استمرار العمل فترة طويلة بعد عيد الميلاد.
إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، سيتوقف تمويل الحكومة عند منتصف الليل، وستبدأ العمليات غير الأساسية في التوقف، مع تسريح ما يصل إلى 875,000 عامل، وطلب من 1.4 مليون آخرين العمل دون أجر.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير للصحفيين: «الجمهوريون هم من دمروا هذا الاتفاق، فعلوا ذلك، دمروا الاتفاق، وعليهم إصلاحه».
تعدُّ مهمة تحديد تمويل الحكومة من قبل الكونغرس دائماً مهمة شائكة؛ حيث تكون الأعداد في كلا المجلسين متقاربة بين الجمهوريين والديمقراطيين.
لكن الدراما الأخيرة كانت شديدة بعد أن قام الرئيس المنتخب الجمهوري ترامب ومالك شركات التكنولوجيا الملياردير ماسك الذي سيتولى منصب «رئيس الكفاءة» في إدارة ترامب، بتدمير الاتفاق الثنائي الأصلي دون ترك وقت لإعادة التفكير.
أمر ترامب الجمهوريين بسحب التشريع، يوم الأربعاء، بعد أن أطلق ماسك سلسلة من المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي -العديد منها غير دقيق بشكل كبير- ينتقد فيها الاتفاق.
كشف رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون عن (خطة ب) بدعم من ترامب وماسك، تتضمن إضافة نفقات إضافية، وتمويل الحكومة، وتلبية مطالب ترامب بأن تتضمن الحزمة تعليقاً لمدة عامين للحد من الاقتراض في البلاد.
علَّق المشرعون سقف الديون حتى 1 يناير 2025، لكن ترامب يريد معالجة هذه القضية المثيرة للجدل التي تستغرق وقتاً قبل توليه المنصب الشهر المقبل.
كانت «الخطة ب» لجونسون ستسمح بزيادة الدين الوطني بمليارات الدولارات دون رقابة، ورفض 38 من صقور المالية في صفوف الجمهوريين هذه الخطة، متجاهلين تهديدات ترامب بدعم منافسين في الانتخابات التمهيدية ضد من يخالفونه.
إغلاق الوظائف
مع بقاء ساعات فقط حتى تبدأ الحكومة الفيدرالية في إغلاق وظائفها، اجتمع الجمهوريون في مجلس النواب في اجتماع محموم في مبنى الكابيتول الأميركي لمناقشة «الخطة ج» التي تقضي بتقسيم الحزمة إلى ثلاثة مشروعات قوانين منفصلة.
سيعني ذلك التصويت لتمويل الحكومة بمستوياتها الحالية حتى منتصف مارس، وآخر لتوفير 100 مليار دولار لضحايا إعصارين مدمرين وكوارث أخرى، وثالث لتقديم مساعدات اقتصادية للمزارعين.
سيسمح ذلك للمشرعين الذين يعارضون المساعدات بدعم تمويل الحكومة.
لن تشمل السلسلة تصويتاً على قضية سقف الديون المعقدة التي سيتم تأجيلها إلى 2025، كما أن الخطة تتخلى عن معظم النفقات غير المتعلقة التي أغضبت المحافظين.
يبقى أن نرى ما إذا كان الجمهوريون قادرين على إقناع عدد كافٍ من الديمقراطيين للانضمام إلى جانبهم لتعويض تمرد نوابهم.
أي اتفاق في مجلس النواب سيكون بحاجة إلى موافقة مجلس الشيوخ، وهي عملية قد تستغرق أياماً وفقاً للقواعد التي تحكم المجلس الأعلى إذا اعترض أي عضو على تسريع العملية.
قالت باتي موراي، السيناتور الديمقراطية البارزة في قضايا الميزانية، إنها مستعدة للبقاء في واشنطن «حتى عيد الميلاد» لضمان إعادة العناصر المضافة في خطة التمويل الثنائية الأصلية.
كان ترامب واضحاً في أنه لا مانع لديه من إغلاق الحكومة إذا لم يحصل على ما يريد.
ومع احتمال إغلاق الحكومة في نهاية الأسبوع على الأقل، كانت إدارة البيت الأبيض لإدارة الميزانية والتنظيم تحذر الوكالات للاستعداد.
وفي الوقت نفسه، أصبح تأثير ماسك على الجمهوريين في الكونغرس -وتأثيره الظاهر على ترامب- محوراً للهجوم الديمقراطي.
قال النائب الديمقراطي عن نيويورك، دان جولدمان، لشبكة MSNBC: «إيلون ماسك يضغط على دونالد ترامب بقوة»، وأضاف: «ومن الواضح الآن أن إيلون ماسك هو من يتخذ القرارات».
حاول الديمقراطيون إثارة غضب ترامب -الذي يعرف عنه حساسيته الشديدة تجاه أن يُتَفوق عليه- من خلال الإشارة إلى «رئيس ماسك».