أثار تقرير خاطئ نشرته شبكة إعلامية حول هجوم إرهابي في نيو أورليانز جدلاً سياسياً واسعاً في الولايات المتحدة، إذ أدى إلى نشر معلومات مغلوطة استغلها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في توجيه اتهامات للمهاجرين.
وزاد التقرير الذي استند إلى مصادر مجهولة الهوية من حالة الارتباك بين الجمهور، وظهر أن ترامب نفسه تأثر بهذه المعلومات المضللة.
ورغم مرور أكثر من 24 ساعة على انتشار هذا التقرير، فإن أثره لا يزال مستمراً، ما يعكس مشكلة في النظام الإعلامي مع بداية العام الجديد.
وخلال بث مباشر صباح الأربعاء، أفادت فوكس نيوز بأن شاحنة استخدمها المشتبه به في الهجوم عبرت الحدود الأميركية عند نقطة «إيغل باس» بولاية تكساس قبل يومين فقط.
تركت هذه الرواية الانطباع بأن المشتبه به قد يكون مهاجراً، وهو ما لم يكن صحيحاً.
الحقيقة المخفية
في الواقع، كان المشتبه به مواطناً أميركياً وقد خدم سابقاً في الجيش، لكن هذه الحقائق لم تُعرف وقت بث المعلومات المغلوطة.
وبعد دقائق من تقرير فوكس نيوز، أصدر ترامب بياناً تحدث فيه عن «مجرمين يدخلون البلاد» من دول أخرى، دون أن يشير إلى فوكس مباشرة.
وتصاعدت ردود الفعل سريعاً، إذ نشر دونالد ترامب الابن تغريدة قال فيها «هدية بايدن الوداعية لأميركا، إرهابيون مهاجرون، أغلقوا الحدود الآن!»، وشاركت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين التغريدة مع تعليق يدعو لإغلاق الحدود فوراً.
حاولت فوكس نيوز تصحيح التقرير بعد ساعة ونصف الساعة، موضحة أن الشاحنة المستخدمة في الهجوم عبرت حدود الولايات المتحدة قبل شهرين وليس يومين، وأنها كانت بقيادة شخص آخر وقت عبورها.
ورغم هذا التصحيح، كانت الأضرار قد وقعت بالفعل، إذ استمر تداول المعلومات الخاطئة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبقيت مقاطع الفيديو الخاطئة متاحة على موقع فوكس.
رد فعل ترامب وخطاب الهجرة
من المفارقات أن ترامب استغل الهجوم ليؤكد أنه كان محقاً في تحذيراته السابقة من تهديد الهجرة غير الشرعية، بينما لو انتظر قليلاً لتبين أن المشتبه به مواطن أميركي.
وحتى بعد التصحيح، استمر ترامب في نشر رسائل عبر منصته «تروث سوشال»، منتقداً سياسات الحدود المفتوحة.
وفي صباح الخميس، أعاد تأكيد موقفه قائلاً، «لقد حذَّرت سابقاً من أن الإرهاب الراديكالي والجريمة العنيفة سيزدادان في أميركا لدرجة لا يمكن تصورها، وهذا الوقت قد حان الآن».
ويستمر بعض السياسيين الجمهوريين في الترويج لرواية «الحدود المفتوحة» خلال ظهورهم على فوكس نيوز للحديث عن الهجوم، رغم عدم وجود أي صلة معروفة بين الهجوم والمهاجرين.
(بريان ستيلتر، CNN).