يسعى ملايين الأشخاص إلى تحسين وضعهم المادي عبر الارتقاء إلى طبقة اجتماعية أعلى، ويرى الخبير الاقتصادي ستيف بيرنز أن الانتقال من الطبقة المتوسطة إلى الطبقة العليا يتطلب أكثر من مجرد راتب أعلى، فهو يتطلب تحولاً جوهرياً في كيفية تفكيرك في المال والتعامل معه.

وقدَّم بيرنز -الذي ألف العديد من الكتب الاقتصادية- خمس قواعد ساعدت الأشخاص على بناء ثروة دائمة والانتقال إلى الطبقة العليا.

.

تعظيم الدخل من خلال المهارات والملكية

وقال الخبير الاقتصادي «تضع المهارات ذات الدخل المرتفع الأساس لبناء الثروة، وفي حين يركز تفكير الطبقة المتوسطة غالباً على العمل بجدية أكبر في الوظيفة، يركز بناة الثروة من الطبقة العليا على تطوير مهارات السوق القيمة التي تتطلب تعويضات متميزة، وتتضمن هذه المهارات عادةً خبرة المبيعات وتطوير الأعمال والتخصص التكنولوجي ومعرفة الاستثمار».

وأضاف الخبير الاقتصادي «يكمن الاختلاف في النهج المتبع في تطوير المهارات، فبدلاً من السعي إلى التقدم الوظيفي العام يحدد بناة الثروة الناجحون ويتقنون المهارات التي تؤثر بشكل مباشر على توليد الدخل أو نمو الأعمال، وقد يعني هذا أن تصبح خبيراً في التسويق الرقمي أو إتقان المبيعات عالية القيمة أو تطوير المعرفة التقنية المتخصصة التي تتطلب أسعاراً متميزة».

عِش بأقل من إمكانياتك واستثمر الفارق

وتابع بيرنز «مع نمو الدخل يكون الميل الطبيعي هو زيادة الإنفاق بشكل متناسب، وهي الظاهرة المعروفة باسم تضخم نمط الحياة»، معقباً «أصحاب الثروات من الطبقة العليا يقاومون هذه الرغبة ويحافظون على نمط حياة الطبقة المتوسطة حتى مع توسع دخلهم، وهذا لا يعني العيش في ظروف غير مريحة، بل يعني اتخاذ خيارات استراتيجية حول أين تذهب أموالك».

ويؤكد بيرنز «المفتاح هو فهم الفرق بين التحسينات الأساسية في نمط الحياة والكماليات غير الضرورية، في حين أن الترقية إلى منزل أكبر قليلاً في منطقة مدرسية جيدة قد يكون منطقياً، فإن شراء سيارة رياضية باهظة الثمن أو خزانة ملابس مصممة من غير المرجح أن يسهم في بناء الثروة على المدى الطويل».

امتلاك أصول متزايدة ترتفع قيمتها

وأوضح بيرنز أن «فهم الفرق بين الأصول والالتزامات يغير كيفية إنفاقك للمال، وتضع الأصول المال في جيبك من خلال زيادة قيمتها أو توليد الدخل. فكر في العقارات المؤجرة أو الأسهم التي تدفع أرباحاً أو حصص الملكية في الشركات المتنامية».

وأشار بيرنز إلى أن «الالتزامات تفعل العكس؛ فهي تستنزف مواردك من خلال الاستهلاك أو التكاليف المستمرة، مثل السيارات الفاخرة أو الألعاب باهظة الثمن مثل القوارب والدراجات النارية».

وقال الخبير الاقتصادي «يمتد هذا المبدأ إلى ما هو أبعد من الاستثمارات الواضحة مثل الأسهم والعقارات، فحتى المشتريات الشخصية يمكن تقييمها من خلال هذه العدسة، قد يكون المكتب المنزلي الذي يسمح لك بإدارة عمل تجاري أحد الأصول، في الوقت نفسه، قد يكون تجديد المطبخ المجدد عبئاً إذا لم يضف قيمة متناسبة إلى منزلك».

الاستفادة من الديون بحكمة

وأوضح الخبير الاقتصادي «في حين تنظر الطبقة المتوسطة غالباً إلى جميع الديون على أنها أمور ضارة، فإن بناة الثروة من الطبقة العليا يفهمون الاستخدام الاستراتيجي للرافعة المالية، يكمن التمييز الرئيسي في كيفية استخدام الديون ليس للاستهلاك، ولكن للحصول على أصول تولد عوائد تتجاوز تكلفة الاقتراض».

وأضاف بيرنز «يتطلب هذا فهماً متطوراً للمقاييس المالية مثل العائد على الاستثمار ونسب تغطية خدمة الدين وإدارة المخاطر، ويحلل بناة الثروة الناجحون الاستثمارات المحتملة بعناية للتأكد من أنها يمكن أن تولد عوائد كافية لتغطية مدفوعات الديون مع توفير ربح إضافي».

اجعل المال يعمل من أجلك

وتابع بيرنز «يمثل بناء الثروة من خلال الراتب وحده تداول الوقت مقابل المال بطريقة خطية، ويركز بناء الثروة في الطبقة العليا على مضاعفة القيمة عبر إنشاء أنظمة واستثمارات يمكن أن تنمو بشكل كبير».

وقال الخبير الاقتصادي «قد يعني هذا بناء عمل تجاري يمكن توسيعه دون تدخل مباشر منك، أو إنشاء ملكية فكرية تولد عائدات، أو تطوير محفظة عقارية بشكل يمكن إعادة استثمار التدفق النقدي لكل عقار في شراء المزيد من الأصول».

وشدد بيرنز على أن «الانتقال من الطبقة المتوسطة إلى الطبقة العليا يتطلب أكثر من مجرد كسب المزيد من المال فهو يتطلب تحولاً أساسياً في كيفية تفكيرك في المال والتعامل معه».

وأكد الخبير الاقتصادي «يمكنك بناء ثروة مستدامة بمرور الوقت من خلال التركيز على هذه القواعد الخمس: تعظيم الدخل من خلال المهارات والملكية، والعيش بأقل من إمكانياتك مع استثمار الفرق، وامتلاك الأصول ذات القيمة التصاعدية، واستخدام الديون بحكمة، وجعل المال يعمل لصالحك».