الطلب الأوروبي يشعل المنافسة على الغاز الطبيعي المسال عالمياً

التوتر التجاري بين أميركا والصين يهدد مستقبل الغاز المسال (شترستوك)
الطلب الأوروبي يشعل المنافسة على الغاز الطبيعي المسال عالمياً
التوتر التجاري بين أميركا والصين يهدد مستقبل الغاز المسال (شترستوك)

توقع خبراء ومحللون أن تشهد سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية ضغطاً مستمراً خلال عام 2025، إذ يؤدي الطلب الأوروبي المتزايد إلى منافسة حادة مع الأسواق الآسيوية، ما يحد من تأثير الإمدادات الجديدة القادمة من أميركا الشمالية.

تأتي هذه التطورات وسط متابعة واسعة للسياسات الطاقوية والإجراءات التجارية التي يتبناها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وبحسب تقرير صادر عن شركة «إنرجي أسبكتس»، من المتوقع أن يرتفع الطلب الأوروبي على الغاز الطبيعي المسال بأكثر من 14 مليون طن ليصل إلى 101 مليون طن في عام 2025.

وذلك نتيجة جهود القارة لإعادة ملء مرافق التخزين بعد شتاء قارس وتعويض نقص الإمدادات الذي نتج عن انتهاء اتفاقية نقل الغاز بين روسيا وأوكرانيا نهاية العام الماضي.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وفي هذا الصدد، قال أليكس فرولي، المحلل لدى «آي سي آي سي آي»، إن «حاجة أوروبا إلى إعادة ملء خزاناتها بعد خفض إضافي في الإمدادات الروسية، ستدفعها للتنافس بشكل أكثر حدة على الشحنات مقارنة بالعام الماضي».

وتشير التقديرات إلى أن مخزون مرافق التخزين في أوروبا يقل بنحو 17 مليار متر مكعب مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، بينما انخفضت الإمدادات الروسية عبر أوكرانيا بنحو 15 مليار متر مكعب سنوياً.

تباطؤ النمو الآسيوي

من المتوقع أن يؤدي ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي المسال في السوق الفورية إلى تباطؤ نمو الطلب في آسيا إلى نحو اثنين في المئة فقط خلال عام 2025، بعد أن بلغ ستة في المئة في عام 2024 نتيجة موجات الحر وارتفاع الحاجة إلى التبريد، ومن المقدر أن يصل الطلب الآسيوي إلى نحو 280 مليون طن.

وتتوقع مجموعة «رابوبنك» المصرفية أن يبلغ متوسط أسعار الغاز الطبيعي المسال في آسيا 12.65 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية في 2025، مقارنة بـ11.97 دولار في العام السابق.

كما يُتوقع أن تسجل الصين مستويات قياسية في الواردات، تتراوح بين 79 و86 مليون طن بفضل دخول العقود طويلة الأجل حيز التنفيذ وتشغيل محطات جديدة.

من ناحية أخرى، أشار جيمس تافيرنر، مدير وحدة الغاز في «إس آند بي جلوبال كوموديتي إنسايتس»، إلى نمو متواضع في الطلب بأسواق جنوب وجنوب شرق آسيا الحساسة للأسعار، مع احتمالات انخفاض أسعار النفط.

مشاريع أميركية وشكوك تجارية

تعكف الولايات المتحدة، إلى جانب كندا والمكسيك ودول أخرى، على تعزيز إنتاج الغاز الطبيعي المسال من خلال مشروعات جديدة، مع توقعات بزيادة الصادرات العالمية إلى 410.6 مليون طن بحلول 2025.

ورغم هذه الإضافات، أشار جيك هورسلين، المحلل في «إنرجي أسبكتس»، إلى أن الطاقة الإنتاجية لعدد من المشاريع الكبرى لن تصل إلى ذروتها قبل نهاية العام الحالي أو العام المقبل.

تترافق هذه التطورات مع قرارات الرئيس الأميركي ترامب، الذي ألغى تعليق إصدار تصاريح تصدير الغاز الطبيعي المسال، وألمح إلى تسهيل الإجراءات التنظيمية.

ومع ذلك، فإن التهديد بفرض رسوم جمركية على الواردات الصينية قد يؤدي إلى تصعيد التوتر التجاري.

ووفقاً لخبراء، فإن الصين قد ترد بتقليص وارداتها من الغاز الطبيعي المسال الأميركي، ما يخلق تحديات جديدة أمام المنتجين في الولايات المتحدة.

وأشار جو كاتاياما، المحلل لدى «كبلر»، إلى أن الرسوم الجمركية قد تزيد من تكلفة مشاريع الغاز الطبيعي المسال عبر ارتفاع أسعار المواد الخام مثل الصلب ووحدات التسييل.

بالمجمل، تعكس هذه التحولات حالة عدم اليقين في سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية، إذ تظل أوروبا وآسيا اللاعبين الرئيسيين في المنافسة على الإمدادات.

(رويترز)