أعلنت الحكومة الأسترالية، اليوم الخميس، تخصيص مليار دولار أسترالي أو 636 مليون دولار لصندوق جديد يهدف إلى دعم إنتاج الحديد الأخضر وسلاسل توريده، في خطوة تعكس التوجه نحو تقنيات أقل انبعاثاً للكربون في قطاع التعدين والصناعات الثقيلة. يتضمن هذا التمويل 500 مليون دولار أسترالي أو نحو 318 مليون دولار لإنقاذ مصنع وايالا للصلب في جنوب أستراليا، وهو واحد من اثنين فقط من مصانع الصلب في البلاد، الذي تم وضعه تحت إدارة خاصة يوم الأربعاء بسبب ديون غير مسددة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وأعرب رئيس وزراء جنوب
أستراليا عن رغبته في تحويل المنشأة إلى مركز لإنتاج الصلب منخفض الكربون.
يُعد هذا الاستثمار جزءاً من حزمة إنقاذ بقيمة 1.9 مليار دولار أسترالي أو 1.2 مليار دولار، مقدمة من حكومتي الولاية والحكومة الفيدرالية لدعم المصنع المملوك لمجموعة GFG Alliance، وهي شركة تمويل سلع يترأسها الملياردير سانجيف جوبتا، وقالت الشركة إنها تدرس خياراتها للتعامل مع الأزمة، بحسب رويترز.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
أهمية قطاع الحديد في الاقتصاد الأسترالي
تُعدّ أستراليا أكبر منتج لخام الحديد في العالم، إذ حققت صادراته أكثر من 100 مليار دولار أسترالي خلال 2023-2024.
ويدعم قطاعا الحديد والصلب أكثر من 100 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، وفقاً لبيانات حكومية.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الفيدرالية في مايو أيار المقبل، تحاول حكومة حزب العمال استغلال التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة لتعزيز التصنيع المحلي وزيادة القيمة المضافة للموارد الطبيعية الأسترالية.
التحديات التي تواجه حصة أستراليا في السوق العالمية
مع اتجاه العالم إلى إنتاج الحديد والصلب منخفض الانبعاثات، تواجه أستراليا خطر تراجع حصتها في السوق، إذ تتطلب خاماتها الحديدية منخفضة النقاء مزيداً من المعالجة لتقليل الانبعاثات الكربونية مقارنةً بالمنتجين المنافسين.
شركات التعدين الكبرى في البلاد تعمل بالفعل على تطوير تقنيات لخفض البصمة الكربونية لسلاسل توريد الصلب، لكن السباق يحتدم مع الأسواق الناشئة التي تستثمر بقوة في هذه التقنيات.
مشاريع كبرى لدعم إنتاج الحديد الأخضر
- شركة فورتيسكيو تخطط لإنتاج 1,500 طن من الحديد الأخضر باستخدام الهيدروجين بحلول نهاية العام في منشآتها بكريسماس كريك.
- شركات بي إتش بي وريو تينتو وبلو سكوب ستيل أعلنت في ديسمبر كانون الأول خططاً لإنشاء محطة تجريبية لإنتاج الحديد منخفض الكربون من خامات إقليم بيلبارا.
- معهد «سوبر باور» الأسترالي يرى أن قيمة سوق الحديد والصلب الأخضر في البلاد قد تصل إلى 400 مليار دولار أسترالي (254 مليار دولار).
جنوب أستراليا مركز رئيسي للحديد الأخضر
يُنظر إلى جنوب أستراليا على أنه عنصر أساسي في خارطة طريق البلاد نحو إنتاج الحديد والصلب الأخضر، نظراً لعدة عوامل، منها؛ وجود ميناء مياه عميقة يسهل تصدير المنتجات، واحتياطيات وفيرة من خام المغنتيت عالي الجودة، ومصنع صلب قائم يمكن تحويله إلى منشأة لإنتاج الحديد الأخضر، ونسبة عالية من الطاقة المتجددة في شبكة الكهرباء المحلية، مما يجعل العملية أكثر استدامة.
شركات ناشئة تدخل السباق نحو الحديد الأخضر
تعمل عدة شركات على تطوير تكنولوجيا الحديد الأخضر، بما في ذلك:
- كالكس الأسترالية، التي تعمل على تقنيات جديدة لتقليل الانبعاثات في صناعة الحديد.
- إليمنت زيرو الأسترالية، التي تستكشف عمليات إنتاج الحديد الأخضر بكفاءة أعلى.
- مشروع هيليوس، الذي يطوّر حلولاً تعتمد على الطاقة الشمسية لتقليل انبعاثات صناعة الصلب.
التحول نحو صناعة حديد خالية من الكربون
مع تصاعد الضغوط الدولية لتقليل الانبعاثات، يمثّل التحول إلى الحديد الأخضر فرصة كبيرة لأستراليا للحفاظ على مكانتها في السوق العالمية، لكن السباق محموم بين الشركات والاقتصادات التي تستثمر بقوة في هذا المجال.
{{ article.formatted_date }}
