تراجعت صادرات إندونيسيا من الفحم الحراري إلى أدنى مستوى لها في ثلاث سنوات حتى الآن في عام 2025، نتيجة ضعف الطلب من الصين والهند، وهما أكبر مستهلكين للفحم في العالم. وبحسب بيانات شركة «Kpler» المتخصصة في معلومات السلع، صدّرت إندونيسيا، أكبر مصدر عالمي للفحم المستخدم في توليد الكهرباء، 150 مليون طن من الفحم الحراري خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2025.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
ويمثل هذا انخفاضاً بنسبة 12 بالمئة، أو ما يقارب 20 مليون طن، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024، ويُعدّ أكبر تراجع سنوي في البيانات منذ بداية عام 2017.
ونظراً لأن إندونيسيا تمثل نحو نصف صادرات الفحم الحراري العالمية، فقد تسبب هذا التراجع في خفض صادرات الفحم الحراري عالمياً بنسبة 7 بالمئة، أو 23 مليون طن، من يناير حتى أبريل مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وإذا استمر هذا التباطؤ النسبي في وتيرة التصدير خلال بقية العام، فقد يشهد عام 2025 أول انخفاض سنوي في صادرات الفحم الإندونيسي منذ عام 2020، حينما أوقف تفشي جائحة «كوفيد-19» إنتاج وشحن الفحم.
انخفاض في الأسواق الرئيسية
كان ضعف الطلب على استيراد الفحم من الصين والهند هو العامل الرئيسي وراء تراجع صادرات الفحم الإندونيسي.
خفضت الصين –وهي أكبر منتج ومستهلك ومستورد للفحم في العالم– وارداتها من الفحم الإندونيسي بواقع 14 مليون طن، أو 20 بالمئة، بين يناير وأبريل مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
ويرجع هذا الانخفاض إلى تركيز بكين المتزايد على تعزيز إنتاج الفحم المحلي، إلى جانب جهودها المستمرة لتقليل التلوث الهوائي.
أما الهند، ثاني أكبر مستهلك للفحم عالمياً، فقد خفضت وارداتها من الفحم الإندونيسي بنسبة 15 بالمئة، أو بنحو 6 ملايين طن، خلال الفترة نفسها.
تباطؤ أوسع في استخدام الفحم
إلى جانب الصين والهند، خفّضت دول أخرى كانت تاريخياً من كبار مستوردي الفحم وارداتها من إندونيسيا هذا العام.
استوردت اليابان وكوريا الجنوبية معاً 13 مليون طن من الفحم الإندونيسي خلال الفترة من يناير إلى أبريل، مقارنة بـ17 مليون طن في الفترة ذاتها من 2024.
كما سجلت كل من تايوان وتايلاند والفلبين وماليزيا وباكستان انخفاضاً في وارداتها من الفحم الإندونيسي منذ بداية العام.
وتُعزى هذه التراجعات إلى الجهود المستمرة لتقليل الاعتماد على الفحم في توليد الكهرباء، وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، ما أسهم في تقليص الطلب على الفحم في آسيا حتى الآن هذا العام، وقد يؤدي إلى مزيد من الانخفاضات مستقبلاً.
لكن التباطؤ في الاقتصاد الصناعي الصيني –الذي يرتبط بشبكات تجارية في أنحاء المنطقة– لعب أيضاً دوراً في تقليص استخدام الفحم.
فتراجع النشاط في قطاع البناء والصناعات الثقيلة في الصين أثّر سلباً على سلاسل التوريد الإقليمية، ما أدى إلى خفض النشاط الصناعي كثيف الاستهلاك للطاقة في الدول المجاورة.
ومع استعداد معظم قطاع التصنيع في آسيا لتلقي ضربة نتيجة الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد تتراجع الأنشطة الصناعية والطلب على الكهرباء المعتمدة على الفحم أكثر في الأشهر المقبلة.
ومع ذلك، إذا قررت اقتصادات آسيا إطلاق حزم تحفيز للتصدي لتأثير العوائق التجارية الأميركية، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة في استهلاك الطاقة الصناعية، وبالتالي إلى انتعاش محتمل في واردات الفحم واستهلاكه.
استثناءات من الاتجاه العام
لم تُخفّض جميع الدول الكبرى المستهلكة للفحم وارداتها واستخدامها حتى الآن هذا العام.
فقد رفعت فيتنام وبنغلاديش وارداتهما من الفحم الإندونيسي إلى مستويات قياسية بين يناير وأبريل، ويبدو أنهما في طريقهما لمواصلة زيادة الاستهلاك لتلبية احتياجات أنظمة الطاقة سريعة النمو فيهما.
كما زادت بعض الاقتصادات المتقدمة الأخرى وارداتها من الفحم، جزئياً نتيجة الارتفاع الحاد في أسعار الغاز الطبيعي هذا العام، وهو مصدر رئيسي آخر لتوليد الكهرباء.
سجلت كل من إسبانيا وإيطاليا ورومانيا ونيوزيلندا زيادات سنوية في واردات الفحم الإندونيسي وفي إنتاج الكهرباء المعتمد على الفحم.
حتى الولايات المتحدة رفعت إنتاج الكهرباء المعتمد على الفحم بأكثر من 20 بالمئة هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من 2024، حسب بيانات «Ember».
لكن هذا لا يفيد المصدرين الإندونيسيين كثيراً، لأن الولايات المتحدة نفسها مصدر رئيسي للفحم.
ومع احتمال بقاء الصين والهند مستوردين معتدلين فقط للفحم في الأشهر المقبلة، يبدو أن وتيرة الشحنات الإندونيسية الضعيفة ستستمر على الأقل في المدى القريب.
وهذا ما يزيد من احتمالية تسجيل انكماش سنوي نادر في صادرات الفحم الإندونيسي، وربما بلوغ ذروته على مستوى الصادرات العالمية.
(رويترز)