كل السيناريوهات مطروحة
تُظهر التقديرات الجديدة لمؤسسة بي أم أي BMI أن خطر توسع الصراع الإيراني الإسرائيلي بات واقعاً قد يعصف باستقرار المنطقة، ويُحدث موجة تقلبات واسعة في أسواق النفط العالمية، قد تدفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.
جاءت الضربات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع عسكرية ونووية في إيران لتقلب الطاولة على أي مسار تهدئة، ردّت طهران بإطلاق طائرات مسيّرة وصواريخ، ما أطلق العنان لموجة من التكهنات حول شكل الردود المقبلة واحتمالات التدحرج نحو مواجهة أوسع.
تطرح بي أم أي 5 سيناريوهات، يتراوح فيها سعر خام برنت بين 60 و150 دولاراً للبرميل، اعتماداً على شدة التصعيد، وهي:
1. رد إيراني محدود مع انفتاح على صفقة نووية بوساطة أميركية، يُخفض الأسعار إلى 60–65 دولاراً.
2. ضعف البرنامج النووي الإيراني دون اتفاق جديد، يُبقي الأسعار بين 60–70 دولاراً.
3. حلقة ردود متبادلة مع إسرائيل ثم تهدئة تدريجية، تُبقي الأسعار بين 60–80 دولاراً.
4. تصعيد ضد إسرائيل يقود لمواجهة عسكرية مع أميركا، يُصعّد الأسعار إلى 75–100 دولار.
5. صدام مباشر شامل بين إيران وأميركا، خاصة مع إغلاق محتمل لمضيق هرمز، قد يدفع الأسعار إلى 100–150 دولاراً.
في السيناريو الأكثر خطورة، يتوقع أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى 150 دولاراً للبرميل إلى خفض النمو العالمي بنسبة 0.23 نقطة مئوية، وزيادة معدل التضخم العالمي بنحو 1.34 نقطة مئوية، أما عند مستويات 75–100 دولار، فقد تتأثر معدلات النمو سلباً بنسبة 0.08 نقطة، مع زيادة في التضخم بنحو 0.49 نقطة.
تُرجّح بي أم أي السيناريو الثالث باعتباره الأكثر واقعية حالياً، إذ يُتيح لإيران تقييم خسائرها الاستراتيجية قبل اتخاذ خطوة كبرى، أما التصعيد المباشر مع أميركا، فمصنّف على أنه الأقل احتمالاً نظراً للتكلفة السياسية والعسكرية الضخمة التي قد تترتب عليه.
ويُبرز التقرير أن حزب الله لن يتدخل إلا كخيار أخير، نظراً لما يواجهه من ضغوط داخلية ومخاطر وجودية، بينما تبقى مساهمات الحوثيين محدودة التأثير.
لكن بي أم أي تعتبر هذا السيناريو الأقل احتمالاً حالياً، إذ ترى أن أي عودة سريعة إلى التفاوض ستُضعف من صورة النظام الإيراني داخلياً وخارجياً.
باختصار، كل الطرق تقود إلى مزيد من عدم اليقين في المنطقة، مع احتمالات تصعيد قد لا تتوقف عند حدود إيران وإسرائيل، وفي ما يحبس المستثمرون أنفاسهم، تترقب الأسواق أي بادرة تهدئة أو شرارة اشتعال جديدة، ما يجعل النفط مرآة حساسة لتقلبات السياسة والميدان في الشرق الأوسط.