شركات النفط تعول على الذكاء الاصطناعي لزيادة البحث والاستكشاف

shutterstock_2391309261
شركات النفط تعول على الذكاء الاصطناعي لزيادة البحث والاستكشاف
shutterstock_2391309261

بدأت شركات الطاقة التوجه نحو الذكاء الاصطناعي لتسريع عمليات الاستكشاف، وتحسين الكفاءة، وتبسيط الصيانة، للمساعدة في خفض التكاليف، في وقت لا يزال فيه الاستثمار يمثل تحدياً كبيراً على مستوى القطاع، حيث يتوقع عدد من المحللين في مجال النفط والغاز أن يسهم الذكاء الاصطناعي في زيادة عمليات الإنتاج والاستكشاف والبحث.

في تقرير لمنظمة أوبك لتوقعات النفط العالمية الصادر خلال الشهر الحالي، قالت إن الذكاء الاصطناعي منح المنتجين الثقة للمغامرة في مكامن متزايدة الصعوبة.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });

وأضاف التقرير أنه من خلال الجمع بين خوارزميات الذكاء الاصطناعي ومراقبي البيانات في الوقت الفعلي، يمكن للمنتجين التكيف مع تركيبة سوائل الحفر وسرعات دوران رؤوس الحفر لتوظيف استراتيجيات تحسين متطورة، غالباً تلقائياً.

ويقول ديفيد جوربناز، الخبير في سوق النفط ومحلل أسواق النفط في ICIS، لـCNN الاقتصادية، إن دمج الذكاء الاصطناعي في عمليات الإنتاج لتحسين الأداء وتقليل المخاطر يتزايد من خلال المراقبة الفورية والصيانة التنبؤية، يُمكّن الذكاء الاصطناعي الشركات من توقع أعطال المعدات قبل حدوثها، ما يُقلل من وقت التوقف ويُطيل عمر الأصول، حيث تُعالج نماذج التعلم الآلي كميات هائلة من بيانات الاستشعار لتحسين معلمات الحفر ومعدلات التدفق وتحديد مواقع الآبار آنياً، فهذا لا يُعزز الإنتاج فحسب، بل يُعزز أيضاً السلامة والكفاءة التشغيلية.

googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });

وأضاف جوربناز أن الذكاء الاصطناعي أصبح يدعم تسجيل الآبار آلياً، ومحاكاة المكامن، والتنبؤ بالإنتاج، ما يُتيح اتخاذ قرارات أكثر استنارة واستجابة أسرع لظروف الحقل المتغيرة، «وقد أفادت بعض الشركات بتحسن في كفاءة الإنتاج بنسبة 10-15% بعد نشر منصات تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وهو ما سرع عمليات الاستكشاف من خلال تحليل البيانات الزلزالية بشكل أسرع وأكثر دقة من الطرق التقليدية، تستطيع الخوارزميات المتقدمة تحديد آفاق الحفر والخصائص الجوفية التي قد تغفلها التفسيرات التقليدية، ما يُقلل من مخاطر الآبار الجافة ويُحسّن معدلات نجاح الاكتشاف».

وعززت أوبك رؤيتها بأن الطلب العالمي على النفط سيستمر في النمو لعقود، ورفعت توقعاتها لعام 2050.

ومع ذلك، لا تزال هذه التوقعات مُتناقضة تماماً مع توقعات وكالة الطاقة الدولية، التي تتوقع بلوغ الطلب ذروته بحلول نهاية هذا العقد، ومع توقعات العديد من المُموّلين الغربيين، نتيجةً لذلك من المرجح أن ترحب شركات الطاقة بابتكارات الذكاء الاصطناعي التي تساعدها في استخراج احتياطيات النفط عاجلاً وليس آجلاً.

ويقول الخبير في سوق النفط ومحلل أسواق النفط في ICIS، إنه الذكاء الاصطناعي يُسهم في مجال البحث بابتكار علوم المواد (مثل السبائك المقاومة للتآكل) ومحاكاة ديناميكيات السوائل، ما يُساعد على تقصير دورات البحث والتطوير، «أما في مجال الإنتاج، فيُساعد على تقليل الوقت غير الإنتاجي (NPT)، وخفض تكاليف الصيانة، وتقليل هدر الطاقة من خلال تحسين استهلاك الطاقة في جميع المرافق، حيث تستخدم شركات النفط الكبرى، مثل شل وبي بي، الذكاء الاصطناعي لتبسيط سلاسل التوريد، وتحسين إنتاج المصافي، وحتى أتمتة عمليات التداول والجدولة، وكل ذلك يُؤدي إلى خفض التكاليف وتحسين كفاءة رأس المال».

ويرى جوربناز، أنه مع أن الذكاء الاصطناعي لا يزيد الطلب بشكل مباشر، إلا أنه يُمكّن الشركات من مواءمة العرض بشكل أفضل مع أنماط الاستهلاك المتطورة، ما يدعم عمليات أكثر مرونة وتركيزاً على العملاء، «حيث يمكن لشبكات بيع الوقود بالتجزئة استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين التسعير والمخزون عبر المناطق الجغرافية بناءً على البيانات اللحظية وسلوك المستهلك، بالإضافة إلى استخدام مزودو الطاقة المتكاملون الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالطلب الإقليمي أو القطاعي على الطاقة بدقة أكبر، ما يُحسّن تخطيط الاستثمار النهائي واستراتيجيات التحول (مثل الغاز الطبيعي المسال والطاقات المتجددة)».

ويقول جوربناز، إن المنصات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تُعزز تفاعل العملاء، ما يسمح للشركات بتصميم حلول طاقة مُخصصة للصناعات أو البلديات أو المستهلكين الأفراد، ما يُعزز العلاقات ويُنشئ قنوات طلب جديدة، «بالإضافة إلى ذلك، يدعم الذكاء الاصطناعي رقمنة خدمات الطاقة، ما يُساعد شركات النفط والغاز الكبرى على التوسع في الشبكات الذكية، والبنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية، ونماذج الطاقة كخدمة، وكلها تُسهم في تمكين وتشكيل الطلب المُستقبلي على الطاقة».