قال وزير الطاقة اللبناني، وليد فياض، لـ«CNN الاقتصادية» إن اكتشاف الغاز سيكون مؤشراً اقتصادياً إيجابياً للغاية بالنسبة للبنان، وقد يصبح في حالة تحققه «الخطوة الأولى نحو التعافي الاقتصادي الكامل من الأزمة اللبنانية، كونه قد يضمن البيئة المستلزمة للاستثمارات الأجنبية في البلاد».
وأضاف أن البرنامج الذي طرحته شركة «توتال إنرجيز» الفرنسية لاستخراج الغاز «يستلزم أن تبدأ البلاد في الاستكشاف في سبتمبر أيلول، حتى نهاية عام 2023».
وتابع فياض «اكتشاف الغاز سيكون واضحاً بحلول نهاية هذا العام، والتفاؤل الأكبر على الرقعة رقم 9».
وشدد -رغم ذلك- على أن الافتقار إلى قيادة متماسكة ورؤية مشتركة يمكن أن تكون له تداعيات كارثية على اكتشاف الغاز، ما سيؤدي إلى انتكاسة اقتصادية.
يعيش لبنان أزمة اقتصادية طاحنة بعد أن تراكمت الديون وانهارت العملة المحلية الليرة، ما كبد النظام المالي خسائر فادحة، تقدر بنحو 44 مليار دولار.
حفارات جديدة في لبنان بعد المناقصات
وأشار وزير الطاقة اللبناني إلى أن شركة «ترانس أوشن المحدودة»، وهي أكبر مقاول حفر بحري في العالم من حيث الإيرادات ومقرها في سويسرا، قد فازت بالمناقصة التي أجرتها «توتال» لمرحلة التنقيب في المياه اللبنانية.
خصصت توتال، وفقاً للوزير، ميزانية بقيمة 110 ملايين دولار لخدمات الحفر والخدمات اللوجستية المتعلقة بأعمال التنقيب.
وقال فياض «يجب أن تكون القاعدة اللوجستية لمرحلة الحفر جاهزة، وقد تم بالفعل الاتفاق مع وزير الأشغال لإنشاء قاعدة في مرفأ بيروت للأغراض اللوجستية والخدماتية للنشاطات المتعلقة بالحقل».
ماذا قبل التنقيب في سبتمبر أيلول؟
وقال فياض لـ«CNN الاقتصادية» إن المطلوب من الآن وحتى سبتمبر أيلول للتأكد من تنفيذ مرحلة الاكتشاف هو رخصة حفر من وزارة الطاقة اللبنانية والتصريح البيئي من وزارة البيئة.
وللحصول على هذين التصريحين، يجب استيفاء متطلبات معينة، مثل تقييم الأثر البيئي والاجتماعي الذي سيجريه كونسورتيوم الاتفاق وهيئة إدارة البترول في لبنان ووزارة البيئة.
كانت «قطر للطاقة» استحوذت في فبراير شباط على 30 في المئة من مشروع التنقيب عن الغاز في الرقعتين 4 و9 بالمياه اللبنانية بالشراكة مع «توتال إنرجيز» و«إيني» الإيطالية.
تقع المنطقة رقم 9 على مسافة نحو 80 كيلومتراً قبالة السواحل الجنوبية للبنان بمساحة إجمالية تبلغ 1749 كيلومتراً مربعاً وفي مياه يبلغ عمقها نحو 1700 متر، بينما تبلغ مساحة المنطقة 4 نحو 1911 كيلومتراً مربعاً، وتقع في مياه يبلغ عمقها نحو 1500 متر.