أدت أزمة الطاقة العالمية وارتفاع أسعارها لزيادة الطلب على وقود الفحم الملوث للبيئة، وتوقع تقرير وكالة الطاقة الدولية الصادر اليوم، الجمعة، ارتفاع استخدام الفحم العالمي بنسبة 1.2% في عام 2022، متجاوزًا 8 مليارات طن في عام واحد لأول مرة، ومتخطيًا الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2013.
وتوقع التقرير أن يظل استهلاك الفحم ثابتًا عند هذا المستوى حتى عام 2025، نتيجة استمرار الطلب القوي في الاقتصادات الآسيوية الناشئة، ما يعني أن الفحم سيظل أكبر مصدر منفرد لنظام الطاقة العالمي لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى حد كبير.
وأدى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي وسط أزمة الطاقة العالمية إلى زيادة الاعتماد على الفحم لتوليد الطاقة، لكن تباطؤ النمو الاقتصادي أدى -في الوقت نفسه- إلى خفض الطلب على الكهرباء والإنتاج الصناعي.
وارتفعت أسعار الفحم إلى مستويات غير مسبوقة في مارس/ آذار، ثم مرة أخرى في يونيو/ حزيران، مدفوعة بالضغوط الناجمة عن أزمة الطاقة العالمية، وخاصة الغاز الطبيعي.
كما تأثرت أوروبا بشدة بالتخفيضات الروسية الحادة لتدفقات الغاز الطبيعي، ما زاد من استهلاكها من الفحم للعام الثاني على التوالي، ومع ذلك؛ بحلول عام 2025 من المتوقع أن ينخفض الطلب الأوروبي على الفحم إلى ما دون مستويات 2020.
وأدت موجة الجفاف في الصين، أكبر مستهلك للفحم في العالم، إلى زيادة توليد طاقة الفحم خلال فصل الصيف، حتى مع القيود الصارمة بسبب «كوفيد-19».
قال كيسوكي ساداموري، مدير أسواق الطاقة والأمن في وكالة الطاقة الدولية: الطلب على الفحم قوي، ومن المرجح أن يصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق هذا العام، ما يؤدي إلى زيادة الانبعاثات العالمية.
وتابع أنه في الوقت نفسه، هناك العديد من الأدلة على أن أزمة اليوم تؤدي إلى تسريع نشر مصادر الطاقة المتجددة، وهذا من شأنه أن يخفض الطلب على الفحم في السنوات القادمة.
وأشار التقرير إلى أن أكبر ثلاثة منتجين للفحم في العالم -الصين والهند وإندونيسيا- سيحققون جميعًا أرقامًا قياسية للإنتاج في عام 2022، وعلى الرغم من الأسعار المرتفعة وارتفاع الأرباح لمنتجي الفحم، لا توجد علامة على زيادة الاستثمار في مشاريع الفحم القائمة على التصدير، ما يعكس الحذر بين المستثمرين وشركات التعدين بشأن الآفاق المتوسطة والطويلة الأجل للفحم.
ومن المتوقع أن يظل استهلاك الفحم في العالم عند مستويات مرتفعة في السنوات التالية في حالة عدم وجود جهود أقوى لتسريع الانتقال إلى الطاقة النظيفة.