ارتفعت أسعار النفط العالمية يوم الثلاثاء إلى أعلى مستوى لها منذ سبعة أشهر، مدفوعة جزئياً بالمخاوف من أن التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط قد تؤدي إلى تقليص الإمدادات.
وارتفع خام برنت، وهو مؤشر النفط العالمي، بما يصل إلى 1.8 في المئة إلى 89 دولاراً للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ أوائل سبتمبر أيلول، قبل أن يقلص تلك المكاسب قليلاً بعد الظهر في أوروبا.
وفي الوقت نفسه، ارتفع خام غرب تكساس الوسيط، وهو المعيار الأميركي، بنسبة 1.8 في المئة ليصل إلى أعلى مستوى له في خمسة أشهر عند 85 دولاراً للبرميل، وارتفعت أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 15 في المئة ونحو 19 في المئة منذ بداية العام على التوالي.
وهذا يهدد بمزيد من الارتفاع في أسعار البنزين في الولايات المتحدة وأماكن أخرى.
وقال ريتشارد برونز، المؤسس المشارك ورئيس الشؤون الجيوسياسية في شركة البيانات إنيرجي أسبكتس (Energy Aspects)، إن ارتفاع أسعار النفط كان نتيجة «تراكم الزخم» على مدى الأسابيع القليلة الماضية.
وقال لشبكة CNN، «هناك هجمات أوكرانية مستمرة على مصافي التكرير الروسية، وهجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر، فضلاً عن شعور عام بأن الشرق الأوسط أقل استقراراً مما كان عليه قبل عام».
وأشار إلى أنه يضاف إلى ذلك انتعاش أبطأ من المتوقع في إنتاج النفط الأميركي منذ أن أدى الطقس البارد إلى تقليص العمليات في يناير كانون الثاني.
وقال، «في جوهر الأمر، لديك موقف حيث يكون العرض قصيراً بعض الشيء».
التوترات الجيوسياسية
في كتابتها عن ارتفاع أسعار النفط يوم الثلاثاء، أشارت صوفي لوند ييتس، كبيرة محللي الأسهم في شركة الخدمات المالية هارجريفز لانسداون، إلى التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط بعد إطلاق إسرائيل غارة جوية على سفارة إيران في سوريا يوم الاثنين.
واتهمت إيران وسوريا إسرائيل بالتخطيط للهجوم على السفارة الإيرانية بدمشق، وحذَّرت طهران من «رد جدي».
وقال الجيش الإسرائيلي لشبكة CNN إنه لا يعلق على التقارير الأجنبية، ومع ذلك قال متحدث عسكري إن إسرائيل تعتقد أن الهدف الذي تم ضربه كان «مبنى عسكرياً لقوات القدس».
وقالت لوند ييتس إن تخفيضات الإنتاج التي أعلنتها منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها –وهو تحالف يعرف باسم أوبك+– «تضيف المزيد من الضغوط» على الأسعار.
ويثير قصف السفارة الإيرانية في دمشق شبح احتمال امتداد الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة إلى صراع إقليمي قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تعطيل إمدادات النفط إلى الأسواق العالمية.
تقترب أسعار خام برنت من 92.40 دولاراً للبرميل، وهي الذروة التي بلغتها في 19 أكتوبر تشرين الأول، بعد أقل من أسبوعين من 7 أكتوبر تشرين الأول.
وقال بيل ويذربورن، خبير اقتصادي السلع في كابيتال إيكونوميكس: «على الرغم من أن الحرب في غزة لم تعطل إمدادات النفط بشكل كبير حتى الآن، فمن الواضح أن الأسواق تشعر بالقلق من أن تصعيد الصراع يمكن أن يشمل الدول الرئيسية المنتجة للنفط في المنطقة».
وأضاف علاوة على ذلك أن هناك دلائل على أن الطلب على النفط في الصين قد يتحسن، وفي أنباء جيدة نادرة لثاني أكبر اقتصاد في العالم، أظهر مؤشر مديري المشتريات الرسمي أول توسع في التصنيع منذ ستة أشهر.
(آنا كوبان – CNN)