يعقد تحالف أوبك بلس اجتماعاً في بداية يونيو حزيران المقبل لدراسة تطورات سوق النفط وتحديد خطط الإنتاج خلال الربع الثالث من العام الحالي، إذ تباينت آراء المحللين حول القرار المتوقع للجنة بشأن إنتاج النفط، وما إذا كانت ستعلن تمديداً جديداً لخطط الخفض.
اتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها بقيادة روسيا في نوفمبر تشرين الثاني الماضي على تخفيضات طوعية تصل في المجمل إلى نحو 2.2 مليون برميل يومياً خلال الربع الأول من العام الجاري، وهو ما شمل تمديد السعودية خفضها الطوعي للإنتاج.
ومن المقرر بموجب الاتفاق الحالي أن يبلغ إجمالي تخفيضات الإنتاج 3.66 مليون برميل يومياً بدءاً من بداية أبريل نيسان الماضي.
ويتوقع راجات كابور، مدير شؤون النفط والغاز في شركة سينرجي للاستشارات، في مقابلة مع «CNN الاقتصادية»، أن يمدد تحالف أوبك بلس تخفيضات الإنتاج الحالية خلال الربع الثالث من العام الحالي، «إذ إن تراوح سعر النفط الخام ما بين 80 و90 دولاراً للبرميل، وفقاً لمعظم التقديرات، يعد نقطة سعر تبدو أوبك مرتاحة لها في سعيها لتحقيق توازن جيد بين سعر النفط العادل وانخفاض الطلب المحتمل في حالة ارتفاع الأسعار بشكل كبير».
ويضيف كابور أنه كان من المتوقع أن يؤدي قرار تمديد التخفيضات خلال أبريل نيسان الماضي إلى تشديد ظروف السوق، ما يثير المخاوف من أن الأسعار قد تقترب من حاجز الـ100 دولار للبرميل، «ولكن على عكس التوقعات، انخفضت الأسعار بشكل مطّرد خلال الشهرين الماضيين بعد أن لامست لفترة وجيزة حاجز الـ90 دولاراً في منتصف الشهر الماضي، على الرغم من التوترات الجيوسياسية المستمرة في منطقة الشرق الأوسط».
وأوصى اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة بمجموعة أوبك بلس في أبريل نيسان الماضي بإبقاء سياسة إنتاج النفط دون تغيير، على أن تواصل مراقبة التزام الدول الأعضاء بخطط التخفيضات الطوعية.
جاء هذا في أعقاب إعلان أوبك بلس في مارس آذار تمديد تخفيضات الإنتاج الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً حتى نهاية الربع الثاني من عام 2024 لدعم السوق.
ويتوقع جورج ليون، النائب الأول نائب الرئيس الأول في فريق أسواق النفط بشركة «ريستاد إنيرجي» الاستشارية للطاقة، في مقابلة مع «CNN الاقتصادية»، أن تقوم أوبك بلس بإلغاء تخفيضات الإنتاج الطوعية في الربع الثالث من العام الحالي، «حيث سيسعى التحالف إلى الحفاظ على ما يكفي من ضغط الأسعار الصعودي حتى لا يتأثر التعافي الاقتصادي ومعركة البنوك المركزية ضد التضخم سلباً، ولكن في الوقت نفسه، تستعيد حصتها في السوق تدريجياً».
ويضيف ليون أنه من المتوقع أن ترتفع أسعار النفط خلال النصف الثاني من العام الحالي إلى 90 دولاراً للبرميل.
وارتفعت أسعار النفط في التعاملات المبكرة اليوم الخميس بفضل تقلص مخزونات الخام الأمريكية الذي يشير إلى تراجع المعروض ووسط تزايد الآمال بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) سيخفض أسعار الفائدة بحلول نهاية العام.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يوليو تموز 23 سنتاً إلى 83.81 دولار للبرميل، وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي لشهر يونيو حزيران 29 سنتاً إلى 79.28 دولار للبرميل.
ويرى الباحث في الجغرافيا السياسية للطاقة فرانسيسكو ساسي، أن قرار تحالف أوبك بلس خلال يونيو المقبل سيحدد من خلال المفاوضات الدبلوماسية بين الأعضاء، حيث يبحث بعض الأعضاء عن سعر نفط أعلى لموازناتهم المحلية، «في حين يهدف البعض الآخر إلى إلغاء التخفيضات الطوعية وجني فوائد الأسعار المرتفعة وظروف الاقتصاد الكلي الأفضل لاقتصادهم».
ويضيف ساسي أن التحالف تمكّن من تحقيق هدفه الرئيسي وهو رفع الأسعار من خلال آخر خفض كبير للإنتاج، «لا تزال أسعار النفط الحالية في النطاق المفضل لأوبك بلس، على الرغم من التقلبات الأخيرة التي أدت إلى تراجع أسعار النفط».
وقال بنك غولدمان ساكس، إنه لم يعد يتوقع أن يعلن تحالف أوبك بلس عن تراجع جزئي عن سياسة الخفض الطوعي للإنتاج خلال اجتماع يونيو حزيران.
وأضاف البنك أن زيادة مخزونات النفط في الآونة الأخيرة كانت بمثابة مفاجأة للأسواق، ونتيجة لذلك تراجعت نسبة التوقعات بأن يتخذ التحالف قراراً بزيادة الإنتاج الشهر المقبل إلى 37 في المئة فقط، متوقعاً بقاء سعر العقود الآجلة لخام برنت في نطاق 75 إلى 90 دولاراً للبرميل في معظم السيناريوهات وأن يبلغ متوسط الأسعار 82 دولاراً في عام 2025.
وتجتمع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة لدول أوبك بلس عادة كل شهرين ويمكنها تقديم توصيات لتغيير السياسة، ويمكن بعد ذلك مناقشة التوصيات والتصديق عليها في اجتماع وزاري كامل يضم جميع الأعضاء.