صعدت أسعار النفط إلى أعلى مستوى لها منذ أسبوع خلال تعاملات الخميس، وسط التفاؤل بزيادة الطلب على الخام من كل من الولايات المتحدة والصين؛ أكبر مستهلكين للنفط في العالم.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو0.4 في المئة إلى 83.88 دولار للبرميل، بينما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بـ0.3 في المئة إلى 79.26 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى يسجله الخامان منذ 30 أبريل نيسان.
وحد من ارتفاع الأسعار ظهور بيانات أميركية تبين تراجع الطلب على البنزين والديزل الأسبوع الماضي في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوى له منذ جائحة كوفيد-19 في 2020.
وأشار محللون إلى أن أسعار النفط تحركت في نطاق ضيق، يوم الخميس، نتيجة لعدم وجود الكثير من التطورات المؤثرة على الساحة لدفع الخام لتحركات أكثر عنفاً، لافتين إلى أن سيناريوهات التصعيد في الشرق الأوسط ما زالت غير واضحة؛ ما دفع المستثمرين لتجاهلها خلال الآونة الأخيرة، وإن ظلت في دائرة اهتمام الأسواق.
النمو الصيني وخفض الفائدة
أظهرت بيانات رسمية، يوم الخميس، ارتفاع واردات الصين من النفط الخام في أبريل نيسان الماضي مقارنة بالفترة ذاتها من 2023، بالإضافة لمعاودة ارتفاع الواردات والصادرات خلال الشهر بعد التراجع الحاد الذي سجلته في مارس آذار.
وأثارت تلك البيانات التفاؤل بشأن تحسن الطلب داخل وخارج الصين في وقت تكافح فيه بكين لدعم اقتصادها الهش الذي يواجه العديد من التحديات.
ولقيت الأسعار دعماً أيضاً من زيادة التوقعات بخفض معدلات الفائدة الأميركية في وقت لاحق هذا العام، بعد أن كشفت البيانات الأخيرة تراجع سوق العمل الأميركية، في مؤشر على تباطؤ نشاط أكبر اقتصادات العالم.
وأظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل بالولايات المتحدة ارتفاع طلبات إعانات البطالة الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوياتها في أكثر من ثمانية أشهر، وهو دليل إضافي على تباطؤ سوق العمل، ما أعاد التفاؤل بشأن خفض الفائدة الأميركية مرتين على الأقل هذا العام.
فالفائدة المنخفضة من شأنها تحفيز الإقراض والنمو الاقتصادي؛ ومن ثم زيادة الطلب على النفط.
في الوقت نفسه، ألمح كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا هاو بيل، يوم الخميس، إلى أن قرار خفض الفائدة في المملكة المتحدة أصبح أقرب من أي وقت مضى، بينما قال محافظ البنك أندرو بيلي أنه «متفائل بأن الأمور تسير في مسارها الصحيح».
توترات الشرق الأوسط في الميزان
وفي الشرق الأوسط، واصلت القوات الإسرائيلية أعمال القصف بالقرب من مناطق سكنية في رفح اليوم الخميس، حسب تصريحات السكان، رغم تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن بحجب الأسلحة عن إسرائيل إذا اجتاحت قواتها مدينة رفح الواقعة جنوب القطاع.
وتعليقاً على ذلك، قال بوب ياوغر مدير قسم الطاقة في ميزوهو «إذا دفعت تهديدات بايدن إسرائيل إلى توقيع اتفاق مع حماس لوقف إطلاق النار، فقد يخسر خام غرب تكساس نحو 10 دولارات نتيجة تراجع القلق بشأن التوترات الجيوسياسية».
وأضاف «لكن إذا عادت إيران للتدخل في المشهد مرة أخرى فقد تعاود أسعار النفط ارتفاعها لمستويات قياسية».
ورداً على العمليات الإسرائيلية العسكرية الأخيرة، قال زعيم حركة الحوثي في اليمن إن الجماعة المدعومة من إيران، والتي عطلت بالفعل حركة السفن في البحر الأحمر، ستستهدف سفن أي شركة مرتبطة بتوريد أو نقل البضائع إلى إسرائيل أياً كانت وجهتها.