قالت وكالة الطاقة الدولية، يوم الجمعة، إن الانخفاض الحاد في أسعار المعادن الأساسية للتحول إلى الطاقة الخضراء يعكس نقصاً يلوح في الأفق بسبب عدم كفاية الاستثمار.
وفي مراجعتها الافتتاحية لسوق هذه المعادن، لاحظت وكالة الطاقة الدولية أن أسعار المعادن الأساسية للسيارات الكهربائية وتوربينات الرياح والألواح الشمسية تراجعت إلى مستويات ما قبل الجائحة، حيث لحقت الإمدادات بالطلب وتجاوزته.
وفي حين أن انخفاض الأسعار يعد خبراً جيداً للمستهلكين، فإن الوكالة التي تتخذ من باريس مقراً لها وتقدم المشورة للاقتصادات المتقدمة بشأن سياسة الطاقة، أعربت عن قلقها من أن ذلك سيعيق الاستثمار اللازم لتلبية الطلب، الذي من المتوقع أن يرتفع مع محاولة العديد من الدول التخلص التدريجي من مبيعات السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي في العقد المقبل.
وتشير حسابات الوكالة إلى أن المشاريع المعلنة ستكون قادرة على تلبية 70 في المئة فقط من متطلبات النحاس و50 في المئة من متطلبات الليثيوم في عام 2035، في سيناريو تحقق فيه البلدان في جميع أنحاء العالم أهدافها المناخية الوطنية، مع العلم أن كلا المعدنين أساسي لتصنيع السيارات الكهربائية.
وقال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، في بيان «الوصول الآمن والمستدام إلى المعادن الحيوية أمر ضروري للتحول السلس وميسور التكلفة إلى الطاقة النظيفة».
وأضاف «إن شهية العالم لتقنيات مثل الألواح الشمسية والسيارات الكهربائية والبطاريات تنمو بسرعة، لكن لا يمكننا إشباعها دون إمدادات موثوقة ومتوسعة من المعادن الحيوية».
وتتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يتضاعف حجم السوق المجمع للمعادن الرئيسية التي تتحول إلى الطاقة إلى أكثر من الضعف، ليصل إلى 770 مليار دولار بحلول عام 2040، حيث تستهدف البلدان صافي الانبعاثات الصفرية بحلول منتصف القرن.
ووجدت أنه تم إحراز تقدم محدود فقط في تنويع الإمدادات، وهي قضية رئيسية بالنظر إلى التجربة الأخيرة مع الجائحة التي أدت إلى تعطل سلاسل التوريد والتوترات الجيوسياسية التي خلقت مخاطر على الوصول إلى المعادن.
وقام التقرير بتحليل مخاطر العرض والمخاطر الجيوسياسية، بالإضافة إلى العوائق التي تحول دون الاستجابة لانقطاعات العرض، والتعرض للمخاطر البيئية والاجتماعية والمتعلقة بالحوكمة.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إنها وجدت «صورة مختلطة» في ما يتعلق بالمخاطر البيئية والاجتماعية والحوكمة.
وبينما تم إحراز تقدم من حيث إشراك المجتمعات المحلية واستخدام الطاقة المتجددة، فإنه أظهر صورة مختلفة للحد من النفايات والانبعاثات واستهلاك المياه.
لكن ممثلي المجتمعات المحلية حذروا من أن الاندفاع نحو المعادن الأساسية يتسبب بالفعل في «تكاليف باهظة» للسكان الأصليين وأراضيهم التقليدية، حسب ما قالت غالينا أنغاروفا من مجموعة بوريات العرقية من سيبيريا.
وقالت للصحفيين «إذا واصلنا السير على المسار الحالي، فإننا نخاطر بتدمير الطبيعة والتنوع البيولوجي وحقوق الإنسان» في التحول على مستوى الاقتصاد بعيداً عن الوقود الأحفوري.
وقالت أنغاروفا التي تقود ائتلافاً يناضل من أجل حقوق السكان الأصليين في التحول الأخضر «نحن على أعتاب الثورة الصناعية القادمة.. وعلينا أن نفعل هذا بشكل صحيح».
وقال آدم أنتوني، من مجموعة الشفافية المالية بابليش وات وي باي (Publish What You Pay)، إن الشركات كانت تسارع إلى إفريقيا للتنقيب عن معادن مهمة، لكن لم يكن هناك الكثير مما يمكن إظهاره على أرض الواقع.
وأضاف أن تنزانيا، على سبيل المثال، كانت تستخرج المنغنيز والغرافيت، لكنها لم تنتج أياً من عناصر التكنولوجيا الخضراء ذات القيمة العالية مثل السيارات الكهربائية أو البطاريات التي تحتاج إلى هذه المعادن.
وقال «عندما نتحدث عن المعادن المهمة، فمن المهم أيضاً أن نسأل؛ لمَ هي ذات أهمية بالغة؟»، وأضاف «لا نتلقى أي قيمة من الاستخراج في الوقت الحالي».
(أ ف ب)