وقّعت حكومة الرئيس جوستافو بيترو، بالفعل، على مرسوم التصديق على حظر تصدير الفحم من قبل كولومبيا إلى إسرائيل، وبالتالي تأكيد إعلان الزعيم الكولومبي قبل أشهر بسبب تصاعد العنف في قطاع غزة.
وقال الرئيس جوستافو بيترو في حسابه على منصة إكس، «سنعلق صادرات الفحم إلى إسرائيل حتى توقف الإبادة الجماعية».
وكان بيترو أعلن في يونيو حزيران الماضي أن بلاده ستعلق صادرات الفحم إلى إسرائيل بسبب الحرب في غزة، حيث توترت العلاقات بين البلدين اللذين كانا ذات يوم حليفين عسكريين وتجاريين مقربين.
وقال بيترو وقتها إن صادرات الفحم لن تستأنف إلا «عندما تتوقف الإبادة الجماعية» في غزة، كما نشر بيترو مشروع مرسوم، يقول إن صادرات الفحم لن تستأنف إلا إذا امتثلت إسرائيل لأمر صدر مؤخراً عن محكمة العدل الدولية والذي ينص على أن إسرائيل يجب أن تسحب قواتها من قطاع غزة.
ووفقاً لدائرة الإحصاء الوطنية الكولومبية، بلغت قيمة صادرات الفحم إلى إسرائيل أكثر من 320 مليون دولار في الأشهر الثمانية الأولى من العام الماضي، وهذا جزء صغير من إجمالي صادرات الفحم في البلاد، والتي بلغت قيمتها أكثر من 9 مليارات دولار في عام 2023.
وتستورد إسرائيل أكثر من 50 في المئة من فحمها من كولومبيا، وفقاً للمجلة الأميركية للنقل، وتستخدم الكثير منه لتغذية محطات الطاقة الخاصة بها.
وقطع بيترو، الذي انتخب لمنصبه في عام 2022 كأول رئيس يساري لكولومبيا، العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل في مايو أيار الماضي، قائلاً إنه لا يستطيع الحفاظ على العلاقات مع حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب «الإبادة الجماعية»، بحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
واستمرت الحكومتان في الاحتفاظ بقنصليات في أراضي كل منهما وإجراء التجارة.
ولطالما اعتمدت كولومبيا على إسرائيل في الحصول على المعدات العسكرية التي تشمل البنادق الهجومية ومعدات الاستخبارات، كما اشترت الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية أكثر من 30 طائرة مقاتلة من إسرائيل على مدى العقود الثلاثة الماضية، وتعتمد على الشركات الإسرائيلية لصيانتها.
ومع ذلك، توقفت المشتريات العسكرية الجديدة مع تدهور العلاقات بين البلدين، وقال منتقدو بيترو إن قرار الرئيس قطع العلاقات مع إسرائيل يعرض قدرات كولومبيا الأمنية للخطر حيث يقاتل جيشها عصابات المخدرات والجماعات المتمردة في المناطق الريفية من البلاد.
ولكن آخرين أشادوا بالخطوة الأخيرة التي اتخذها بيترو ضد إسرائيل؛ فقد قالت حملة «حظر الطاقة من أجل فلسطين»، وهي منظمة ضغط تحاول إقناع الدول في مختلف أنحاء العالم بوقف صادرات الفحم والنفط إلى إسرائيل، في بيان لها في يونيو حزيران الماضي إن قرار كولومبيا قد يفرض ضغوطاً على إسرائيل لتغيير سياساتها في قطاع غزة، كما سيفرض ضغوطاً على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية التي تعتمد على محطات الكهرباء التي تعمل بواردات الفحم.
وقالت المنظمة في بيانها «إننا ندعو جنوب إفريقيا، التي تزود إسرائيل بـ9 في المئة من الفحم، إلى أن تحذو حذو كولومبيا»، في حين حثت الدول الأخرى التي لديها صادرات كبيرة من الطاقة على النظر في فرض حظر أيضاً.
وعلى النقيض من الرؤساء الكولومبيين السابقين، الذين حافظوا على علاقات قوية مع إسرائيل، كان بيترو منتقداً صريحاً لها، ورفض في البداية إدانة هجوم حماس الذي سبق الحرب الدائرة حالياً.