قال مسؤولان بوزارة النفط العراقية يوم الثلاثاء إن العراق سيتقاسم الأرباح مع شركة بريتيش بتروليوم أو (بي بي) لتطوير حقول نفط وغاز ضخمة إذ تسعى البلاد إلى الابتعاد عن عقود الخدمة منخفضة الهامش لتعزيز نمو الإنتاج وجذب شركات الطاقة الغربية الكبرى مرة أخرى.
وفي السنوات القليلة الماضية، لجأ عدد من شركات النفط الكبرى من بينها بي بي إلى دول أخرى تقدم بنوداً أفضل، وشكت هذه الشركات من أن عقود خدمات النفط التقليدية في العراق، التي تدفع بموجبها مبلغاً ثابتاً لكل برميل نفط ينتج بعد تعويض التكاليف، تحول دون استفادتها من ارتفاع أسعار النفط.
ووقع العراق وبي بي، التي عادت بعد غياب دام نحو خمس سنوات، اتفاقاً مبدئياً في وقت سابق من هذا الشهر لتطوير أربعة حقول للنفط والغاز في منطقة كركوك بشمالي العراق، وهي منطقة تشير تقديرات بي بي إلى أنه يمكن استخراج نحو تسعة مليارات برميل من النفط منها.
وقال المسؤولان لرويترز إن العقود مع بي بي لتطوير حقول كركوك وباي حسن وجمبور وخباز ستستند إلى نموذج تقاسم الأرباح.
وأحجمت بي بي عن قول أكثر مما ورد في بيانها الصادر في الأول من أغسطس آب بشأن الاتفاق المبدئي.
وقال المسؤولان -شريطة عدم الكشف عن هويتيهما لأنهما غير مخولين بالتحدث إلى الصحافة- إن وزارة النفط وبي بي من المتوقع أن توقعا اتفاقاً لن يُكشف عن بنوده هذا الأسبوع وإن العراق سيسلم بموجبه حزمة البيانات الخاصة بحقول كركوك الأربعة ومنشآتها.
وأضافا أن الاتفاق النهائي متوقع إتمامه بحلول نهاية العام الحالي، وقالت بي بي إنها تتوقع إكمال المفاوضات بشأن الاتفاق المبدئي في نهاية 2025.
ووقعت بي بي ووزارة النفط العراقية في عام 2013 خطاب نوايا لدراسة تطوير كركوك.
لكن جرى تعليق هذه الصفقة في عام 2014 عندما انهار الجيش العراقي أمام مواجهة تقدم تنظيم داعش في شمال وغرب البلاد، وهو ما سمح لحكومة إقليم كردستان بالسيطرة على منطقة كركوك.
واستعادت بغداد السيطرة الكاملة على الحقل من حكومة إقليم كردستان في 2017 بعد رفض الاعتراف بنتيجة استفتاء إقليم كردستان، وحينها استأنفت شركة بي بي دراساتها بخصوص الحقل.
وانسحبت بي بي في أواخر عام 2019 من المنطقة بعد انتهاء عقد الخدمة المبرم في 2013 دون التوصل إلى اتفاق على توسعة الحقل.
والعراق -ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بعد السعودية- لديه القدرة على إنتاج ما يقرب من خمسة ملايين برميل يومياً.
واكتشف حقل كركوك عام 1927، ويمثل مهد صناعة النفط في العراق، وقال مسؤولون إن حقوله تنتج في الوقت الراهن نحو 245 ألف برميل يومياً.
وقالت بي بي في وقت سابق من الشهر الحالي إن إعادة تأهيل المنشآت الحالية وبناء منشآت جديدة عند الحاجة، بالإضافة إلى تدابير أخرى، من شأنها أن تعمل على استقرار الإنتاج وإعادته إلى مستوياته السابقة في كركوك.