تعتبر الطاقة النووية أحد المصادر الرئيسية لتوليد الطاقة الكهربائية حول العالم، حيث تسهم في توفير طاقة مستقرة وموثوقة، وبدءاً من مايو 2024، يوجد 440 مفاعلاً نووياً قيد التشغيل في 32 دولة، مع تباين كبير في الأعداد والسعات بين الدول.

وفي سياق الاهتمام العالمي المتزايد بالطاقة النووية كمصدر مستدام للطاقة، تبرز الإمارات العربية المتحدة كاستثناء عربي بارز في قائمة الدول التي تمتلك محطات طاقة نووية، وبينما يظل الاستخدام النووي للطاقة محدوداً نسبياً في العالم العربي، أصبحت الإمارات نموذجاً ملهماً في هذا المجال، حيث وضعت قدمها الأولى في عالم الطاقة النووية بتشغيل محطة براكة في أبوظبي.

وفي ما يلي نقدم نظرة شاملة على الوضع الراهن للمفاعلات النووية، بما في ذلك الدول الرائدة في عدد المفاعلات.

أين يوجد أكبر عدد من مفاعلات الطاقة النووية؟

تحتل الولايات المتحدة الصدارة عالمياً بعدد 94 محطة نووية قيد التشغيل، ما يعكس التزامها الكبير بتوليد الطاقة النووية كمصدر رئيسي للطاقة، تليها الصين في المرتبة الثانية بعدد 56 محطة مع اهتمام متزايد في توسيع قدراتها النووية، وفرنسا تمتلك أيضاً 56 محطة، ما يعكس دورها البارز في استخدام الطاقة النووية لتلبية احتياجاتها الكهربائية، وفقا لتقرير نشره قسم الأبحاث في ستاتيستا.

وتأتي روسيا في المركز الرابع ولديها 36 محطة نووية، وتواصل تطوير مشاريع جديدة لتعزيز قدرتها في هذا المجال، تليها اليابان وتمتلك 33 محطة، بالرغم من التحديات التي واجهتها بعد حادث فوكوشيما، وتليها كوريا الجنوبية بـ26 محطة نووية، ما يبرز اعتمادها الكبير على الطاقة النووية.

وفي المركز السابع، تأتي الهند ولديها 23 محطة، مع خطط لتوسيع قدرتها في هذا المجال، وكندا في المركز الثامن وتمتلك 19 محطة، ما يسهم في تلبية احتياجاتها من الطاقة، ثم أوكرانيا وتمتلك 15 محطة، وتعتبر الطاقة النووية جزءاً أساسياً من مزيج الطاقة لديها، وفي المركز العاشر تأتي المملكة المتحدة وتمتلك 9 محطات، مع اهتمام بتطوير مشاريع جديدة في هذا المجال.

المحطات النووية في الشرق الأوسط

على الرغم من أن الطاقة النووية في الشرق الأوسط لا تزال في مراحلها الأولى مقارنة بالدول الأخرى، فإن المنطقة تشهد اهتماماً متزايداً بمشاريع الطاقة النووية كجزء من استراتيجياتها للتنويع الاقتصادي وتلبية احتياجات الطاقة المتزايدة.

وتعتبر الإمارات من رواد الطاقة النووية في الشرق الأوسط، حيث تمتلك أربعة محطات نووية في براكة في أبوظبي، وبدأت الإمارات تشغيل أول مفاعل للطاقة النووية في العالم العربي في عام 2020، وتواصل تعزيز قدرتها النووية كجزء من استراتيجيتها للطاقة المستدامة.

كما تمتلك إيران محطة واحدة للطاقة النووية في بوشهر، والتي بدأت العمل في عام 2011، وتركز إيران على تطوير قدراتها النووية لأغراض الطاقة المدنية، ولكن البرنامج النووي الإيراني كان محوراً للعديد من المناقشات الدولية بسبب المخاوف المتعلقة بالانتشار النووي.

تاريخ توليد الطاقة النووية

تعود بداية استخدام الطاقة النووية لأغراض تجارية إلى عام 1954، عندما بدأت أول محطة للطاقة النووية في مدينة أوبنينسك الروسية العمل، منذ ذلك الحين، أصبحت الطاقة النووية مصدراً موثوقاً لتوليد الكهرباء، حيث توفر إمداداً مستمراً للطاقة بفضل عدم الحاجة لإغلاق المحطات بشكل متكرر للتزود بالوقود.