تستعد جزيرة ثري مايل، موقع أسوأ كارثة نووية في تاريخ الولايات المتحدة، لإعادة فتح أبوابها، وستبيع الطاقة حصرياً لشركة مايكروسوفت التي تبحث عن مصادر طاقة لتغذية طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
أعلنت شركة كونستليشن إنرجي، يوم الجمعة، أن مفاعل الوحدة 1، الذي أُغلق قبل خمس سنوات، من المتوقع أن يُعاد تشغيله في عام 2028، وذلك بعد الحصول على موافقة هيئة التنظيم النووي.
ستشتري مايكروسوفت الطاقة الخالية من الكربون التي ينتجها المفاعل لتغذية مراكز بياناتها ودعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ولم يُفصح عن الشروط المالية للاتفاقية التي تمتد لعشرين عاماً، والتي وصفتها كونستليشن بأنها الأكبر في تاريخها.
وقال جو دومينغيز، الرئيس التنفيذي لشركة كونستليشن، في بيان صحفي: «تزويد الصناعات الحيوية للمنافسة الاقتصادية والتكنولوجية العالمية لبلدنا، بما في ذلك مراكز البيانات، يتطلب وفرة من الطاقة التي تكون خالية من الكربون وموثوقة على مدار الساعة، والمحطات النووية هي المصدر الوحيد للطاقة الذي يمكنه الوفاء بهذا الوعد بشكل دائم».
ويتجه أنصار الطاقة النظيفة والشركات نحو الطاقة النووية كمصدر للطاقة الخالية من الكربون والتي يمكن الاعتماد عليها كقاعدة لتوليد الكهرباء، حيث يمكن للمفاعلات النووية العمل بشكل متواصل ليلاً ونهاراً، بخلاف الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
ومع ذلك، تواجه الطاقة النووية انتقادات من المجموعات البيئية منذ عقود بسبب نفاياتها؛ فالولايات المتحدة لا تزال تفتقر إلى مستودع دائم لتلك النفايات، ما يجعلها تُخزن في أكثر من 70 محطة تشغيلية ومتوقفة في أنحاء البلاد.
وأشارت كونستليشن إلى أن إعادة تشغيل مفاعل الوحدة 1 ستضيف 3,400 وظيفة مباشرة وغير مباشرة، بالإضافة إلى توفير أكثر من 800 ميجاوات من الكهرباء للشبكة.
ومن المتوقع أيضاً أن تسهم بإضافة 16 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي لولاية بنسلفانيا حيث تقع المحطة.
وارتفعت أسهم شركة كونستليشن (CEG) بنسبة 7% في التداول قبل الافتتاح.
تشتهر جزيرة ثري مايل، الواقعة بالقرب من هاريسبرغ، بكونها الموقع الذي شهد أخطر حادث في محطة نووية تجارية في تاريخ الولايات المتحدة، وذلك بعد الانصهار الجزئي لأحد مفاعليها، ولا يزال مفاعل الوحدة 2 المجاور مغلقاً منذ كارثة عام 1979.
ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على الطاقة مع بحث عمالقة التكنولوجيا عن مصادر جديدة لتلبية احتياجاتهم، خاصة من الطاقة النووية التي تساعدهم على تحقيق أهدافهم البيئية الطموحة كونها خالية من الكربون.
وتدعم هذه الخطوة مشروع قانون المناخ الذي أقره الرئيس جو بايدن، والذي يتضمن مليارات الدولارات في شكل اعتمادات ضريبية لتحفيز الطاقة النظيفة من المصادر النووية، إضافةً إلى طاقة الرياح والطاقة الشمسية والهيدروجين النظيف، كما ضخت الإدارة الأميركية والكونغرس مليارات الدولارات لمنع إغلاق المحطات القديمة المقرر إغلاقها.
ووصف بوبي هوليس، نائب رئيس قسم الطاقة في مايكروسوفت، هذه الاتفاقية بأنها «علامة فارقة في جهود مايكروسوفت للمساعدة في إزالة الكربون من الشبكة دعماً لالتزامنا بأن نصبح سلبيي الكربون».
(جوردان فاينسكي CNN)