أعلنت فنزويلا، يوم الاثنين، عن اعتقال وزير النفط السابق المتهم بعلاقات مع شركة تسيطر عليها أجهزة الاستخبارات الأميركية، في أحدث فضيحة تضرب قطاع الطاقة في البلاد التي تعاني من أزمة مستمرة.
تم اعتقال بيدرو تيليشيا الذي شغل منصب وزير النفط ورئيس شركة النفط الحكومية PDVSA حتى أغسطس آب، يوم الأحد إلى جانب «أقرب معاونيه»، وفقاً لما جاء في بيان صادر عن النائب العام طارق وليام صعب.
ويواجه تيليشيا اتهامات بارتكاب جرائم، من بينها «تسليم» نظام التحكم الآلي لشركة PDVSA إلى شركة تسيطر عليها الاستخبارات الأميركية، دون ذكر أسماء المعتقلين الآخرين.
وجاء في البيان أن تسليم «عقل PDVSA» إلى هذه الشركة المجهولة يمثل انتهاكاً «للسيادة الوطنية».
وتأتي هذه الاتهامات الجديدة التي تهز قطاع النفط المتعثر في البلاد بعد نحو ثلاثة أشهر من إعادة انتخاب الرئيس نيكولاس مادورو المتنازع عليها.
وكان مادورو قد عين تيليشيا العقيد في الجيش، وزيراً للنفط في مارس 2023 بعد استقالة سلفه طارق العيسمي بسبب حملة لمكافحة الفساد.
العيسمي الحليف السابق لمادورو وسلفه الراحل هوغو تشافيز، تم اعتقاله لاحقاً إلى جانب عشرات الآخرين كجزء من تحقيق في احتيال بقيمة ملايين الدولارات مرتبط بالعملات المشفرة في شركة PDVSA.
وكان تيليشيا، البالغ من العمر 48 عاماً، وهو مهندس ميكانيكي، قد تعهد «بتنظيف» القطاع بعد تعيينه، لكنه استقال في أغسطس ليصبح وزيراً للصناعة.
وفي يوم الجمعة، استبدله مادورو بحليفه أليكس صعب، رجل الأعمال الكولومبي الذي أُطلق سراحه من الولايات المتحدة في ديسمبر كجزء من صفقة تبادل أسرى.
وكتب تيليشيا على وسائل التواصل الاجتماعي أنه استقال من منصبه كوزير للصناعة بسبب «مشكلات صحية تتطلب اهتمامي الفوري».
أكبر احتياطيات في العالم
الولايات المتحدة وأوروبا والعديد من دول أميركا اللاتينية رفضت الاعتراف بإعادة انتخاب مادورو في يوليو، وسط مزاعم المعارضة بحدوث تزوير.
وأدت الاحتجاجات التي تلت الانتخابات إلى مقتل 27 شخصاً واعتقال أكثر من 2400 شخص.
تمتلك فنزويلا أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم، وكانت تنتج أكثر من ثلاثة ملايين برميل من النفط يومياً، وهو المصدر الرئيسي للعملات الأجنبية في البلاد.
لكن بعد سنوات من سوء الإدارة والعقوبات القاسية، انخفض الإنتاج إلى أقل من مليون برميل يومياً، على الرغم من أن واشنطن سمحت لشركات مثل شيفرون وريبسول بتقديم طلبات للحصول على تراخيص فردية لمواصلة العمل في فنزويلا.
وقد تعرض القطاع لسلسلة من الفضائح التي أطاحت بعدد من كبار المسؤولين.
رافائيل راميريز الذي كان وزير النفط من 2002 إلى 2014، فارّ في إيطاليا ولم تتمكن السلطات الفنزويلية من تسليمه رغم الطلبات المتكررة.
كما تم اعتقال اثنين من وزراء النفط السابقين، إولوجيو ديل بينو ونيلسون مارتينيز، في فنزويلا.
وتوفي مارتينيز في السجن بعد اعتقاله.
وفي العام الماضي، أعلن صعب أن مكتبه قد حقق في 27 «مخطط فساد» في PDVSA منذ 2017، واعتقل أكثر من 200 شخص، بينهم كبار المديرين في الصناعة.
(أ ف ب)