تتواصل التحولات في مشهد الطاقة الأوروبي مع استمرار روسيا في تصدير الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا، رغم التوترات السياسية والقرارات التحكيمية التي أوقفت تدفقات الغاز إلى النمسا.
يأتي ذلك في وقت تعزز فيه أوروبا جهودها لتقليل الاعتماد على موسكو في أعقاب الحرب الأوكرانية وتفجيرات أنابيب «نورد ستريم».
واصلت شركة «غازبروم» الروسية، يوم السبت، ضخ الغاز إلى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية بمعدل 42.4 مليون متر مكعب يومياً، وهو المستوى الذي تم ضخه يوم الجمعة.
ورغم ذلك، توقفت إمدادات الغاز إلى شركة «OMV» النمساوية بعد أن أبلغت موسكو فيينا بقرارها وقف التدفقات عقب صدور حكم تحكيمي لصالح الشركة النمساوية.
وقالت هيئة تنظيم الطاقة النمساوية «E-Control» إن الإمدادات توقفت الساعة 5:00 صباحاً بتوقيت غرينتش، ما يهدد بتعقيد وضع الطاقة في النمسا التي تعتمد بنسبة 40% على الغاز الروسي عبر أوكرانيا، ما يعادل نحو 17 مليون متر مكعب يومياً.
ورغم هذه التطورات، لم تُحدث شحنات الغاز الروسية عبر أوكرانيا تغيراً كبيراً في الحجم مقارنة بالعام الماضي، إذ بلغت 15 مليار متر مكعب في 2023، أي أقل بكثير من ذروتها بين عامي 2018 و2019 عندما كانت روسيا تُعتبر المورد الأكبر للغاز إلى أوروبا.
تحاول أوروبا، منذ الحرب الروسية على أوكرانيا، تقليل الاعتماد على الغاز الروسي، مع تسجيل انخفاض كبير في الواردات بعد تفجير خطي أنابيب «نورد ستريم» في 2022. ورغم ذلك، لا تزال دول مثل النمسا والمجر وسلوفاكيا تعتمد بشكل كبير على تدفقات الغاز الروسي عبر أوكرانيا، حيث شكلت 65% من إمداداتها الغازية في 2023 وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.