ارتفعت أسعار النفط بأكثر من دولار للبرميل عند التسوية يوم الخميس، مع عودة المستثمرين إلى أسواق التداول في أول أيام العام الجديد 2025، وسط تفاؤل حيال الاقتصاد الصيني والطلب المتوقع على الوقود، هذا التفاؤل جاء بعد تعهُّد الرئيس شي جين بينغ بتعزيز النمو في بلاده.

على الرغم من ذلك، أثرت زيادة مخزونات البنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة على الأسعار، ما حدَّ من المكاسب.

حيث سجلت العقود الآجلة لخام برنت زيادة بمقدار 1.29 دولار، أي بنسبة 1.7%، ليصل السعر إلى 75.93 دولار للبرميل عند التسوية، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 1.41 دولار، أي بنسبة 2%، ليصل السعر إلى 73.13 دولار للبرميل.

وكان الرئيس الصيني قد أعلن في خطابه بمناسبة العام الجديد يوم الثلاثاء أن بلاده ستتبنى سياسات أكثر استباقية لتعزيز النمو الاقتصادي في عام 2025.

وبحسب مسح كايشين/ستاندرد أند بورز جلوبال، حققت أنشطة المصانع في الصين نمواً في ديسمبر 2024، لكن بوتيرة أقل من المتوقع، وسط المخاوف من الرسوم الجمركية التي قد يفرضها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، ويعتقد بعض المحللين أن البيانات الضعيفة قد تكون إيجابية لأسعار النفط، حيث قد تدفع الصين لتسريع برامج التحفيز الاقتصادي.

ووافق هذا التوجه مع ما أظهرته نتائج مسح رسمي يوم الثلاثاء، حيث نمت أنشطة التصنيع في الصين بشكل طفيف في ديسمبر، بينما تعافت قطاعات الخدمات والبناء، ما يشير إلى استمرار تحفيز السياسات الحكومية في بعض المجالات.

من ناحية أخرى، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية التي صدرت اليوم الخميس متأخرة بسبب عطلة رأس السنة الجديدة، ارتفاع مخزونات البنزين ونواتج التقطير في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي، حيث ارتفعت مخزونات البنزين بنحو 7.7 مليون برميل إلى 231.4 مليون برميل، وزادت مخزونات نواتج التقطير (التي تشمل الديزل وزيت التدفئة) بمقدار 6.4 مليون برميل إلى 122.9 مليون برميل.

وقال جيم ريتربوش، من شركة ريتربوش أند أسوشيتس في فلوريدا، «إن تراكم مخزونات كبيرة من المنتجات يمثل الجانب السلبي في التقرير، ويعود ذلك إلى انخفاض غير متوقع في الطلب».

من جهة أخرى، انخفضت مخزونات الخام بمقدار أقل من المتوقع، حيث تراجعت 1.2 مليون برميل إلى 415.6 مليون برميل، مقارنة بتوقعات المحللين بهبوط قدره 2.8 مليون برميل.

وأظهر استطلاع رأي أجرته رويترز أن أسعار النفط من المرجح أن تظل ضمن نطاق قريب من 70 دولاراً للبرميل في عام 2025، لتنخفض للسنة الثالثة على التوالي، بسبب ضعف الطلب الصيني وزيادة الإنتاج العالمي، ما يؤثر على جهود تحالف أوبك+ لدعم السوق.

وفي أوروبا، توقفت روسيا عن تصدير الغاز عبر خط الأنابيب الذي يمر عبر أوكرانيا في أول أيام العام الجديد، بعد انتهاء اتفاق العبور في 31 ديسمبر 2024، وقد تم ترتيب إمدادات بديلة من قبل الاتحاد الأوروبي قبل التوقف المتوقع، بينما ستستمر المجر في تلقي الغاز الروسي عبر خط أنابيب «ترك ستريم» الذي يمر تحت البحر الأسود.