لقد مر أكثر من عشر سنوات منذ نشر تقرير السعادة العالمي الأول.
في يوليو 2012، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها 281/66 بإعلان يوم 20 مارس من كل عام يوماً عالمياً للسعادة؛ اعترافاً بأهمية السعادة والرفاهية كأهداف وتطلعات عالمية في حياة البشر حول العالم وأهمية الاعتراف بها في أهداف السياسة العامة للبلاد.
ومنذ ذلك الحين، أصبح المزيد والمزيد من الناس يعتقدون أن نجاح الدول يقاس بناءً على سعادة شعوبها، وأصبح هناك أيضاً إجماع حول كيفية قياس السعادة. وبات يعني هذا الإجماع أن السعادة الوطنية من الممكن أن تصبح هدفاً تنفيذياً ضمن رؤى الحكومات.
وتزامناً مع يوم السعادة العالمي كان هناك ما يدعو للتفاؤل في آخر تقرير صادر عن السعادة حول العالم، إذ يأتي معدل الإحسان أعلى بنحو 25 في المئة مما كان عليه قبل الجائحة.
ويحتفل المجتمع الدولي بيوم السعادة العالمي في 20 مارس آذار، والتقرير الذي صدر يوم الاثنين يضع قائمة بأسعد الدول، بالإضافة إلى العوامل التي تؤدي إلى زيادة السعادة.
قال جون هيليويل، أحد مؤلفي تقرير السعادة العالمية، في مقابلة مع شبكة “CNN”، «الإحسان تجاه الآخرين، وخاصة مساعدة الغرباء، الذي ارتفع بشكل كبير في عام 2021، ظل مرتفعاً في عام 2022».
لم تتضرر معدلات السعادة العالمية خلال السنوات الثلاث لوباء كورونا، إذ يقول التقرير إن تقييمات الحياة من عام 2020 إلى عام 2022 كانت «مرنة بشكل ملحوظ»، حيث تتوافق المتوسطات العالمية مع معدلات السنوات الثلاث التي سبقت الوباء.
وقال هيليويل في بيان صحفي، «حتى خلال هذه السنوات الصعبة، ظلت المشاعر الإيجابية السائدة ضِعف السلبية، ومشاعر الدعم الاجتماعي الإيجابي أقوى بمرتين من تلك الخاصة بالوحدة».
ويستند التقرير، وهو أحد تقارير شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، إلى بيانات استقصائية عالمية من أشخاص في أكثر من 150 دولة، تصنف الدول على أساس السعادة بناءً على متوسط تقييمات الحياة على مدى السنوات الثلاث السابقة، في هذه الحالة من 2020 إلى 2022.
أسعد دول العالم
تعد فنلندا أسعد دولة في العالم، للسنة السادسة على التوالي، وفقاً لتصنيفات تقرير السعادة العالمي الذي يعتمد بشكل كبير على تقييمات الحياة من استطلاع «غالوب» العالمي.
سجلت الدولة الاسكندنافية وجيرانها الدنمارك وأيسلندا والسويد والنرويج نتائج جيدة للغاية في المعايير التي استخدمها التقرير للوصول إلى النتائج التي أعلن عنها من بينها متوسط العمر الصحي المتوقع، ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، والدعم الاجتماعي، والفساد المنخفض، والكرم في المجتمع حيث يعتني الناس ببعضهم البعض فضلاً عن الحرية في اتخاذ قرارات الحياة الرئيسية.
ولكن بما أننا لا نستطيع جميعاً الانتقال إلى فنلندا، فهل هناك شيء يمكن أن تتعلمه المجتمعات الأخرى من هذه التصنيفات؟
“هل يفعلون أشياء ويمكننا البدء في فعلها؟ أم إنه شيء فريد في مناخهم وتاريخهم يجعلهم مختلفين؟”
ويجيب هيليويل، الذي يعمل أيضاً أستاذاً فخرياً في مدرسة فانكوفر للاقتصاد بجامعة «بريتيش كولومبيا» الكندية، «لحسن الحظ، على الأقل من وجهة نظري، فإن الإجابة هي الأولى».
ومن أجل الوصول إلى تقييمات أفضل للحياة وتكون البلدان أكثر سعادة، ينبغي أن تشمل الرفاهية كل فئات المجتمع وجميع الأفراد الذين يعيشون فيه.
يقول التقرير: «يجب أن يكون هدف كل مؤسسة هو المساهمة قدر المستطاع في رفاهية الإنسان»، والذي يتضمن مراعاة الأجيال القادمة والحفاظ على حقوق الإنسان الأساسية.
صعدت إسرائيل إلى المرتبة الرابعة هذا العام من المرتبة التاسعة في العام الماضي، وتأتي هولندا (رقم 5) وسويسرا (رقم 8) ولوكسمبورغ (رقم 9) ونيوزيلندا (رقم 10).
كما جاءت أستراليا (رقم 12)، وكندا (رقم 13)، وأيرلندا (رقم 14)، والولايات المتحدة (رقم 15)، والمملكة المتحدة (رقم 19).
وتظل قائمة العشرين كما هي دون تغيير، ولكن تدخل ليتوانيا وافدة جديدة.
كانت الدولة الواقعة في منطقة البلطيق تصعد بثبات على مدى السنوات الست الماضية من المركز 52 في عام 2017 إلى المركز 20. كما تقدمت دول البلطيق الأخرى، مثل إستونيا (رقم 31) ولاتفيا (رقم 41) وفقاً للتقرير.
قال هيليويل: «إنه في الأساس الشيء نفسه الذي يحدث في بقية أنحاء أوروبا الوسطى والشرقية».
وقال إن البلدان في تلك المناطق “قامت على الأرجح بتطبيع ذلك الانتقال بعد عام 1990 وأصبحت هويتها الجديدة أكثر قوة مع مرور السنين”، على حد قوله.
في حين خرجت فرنسا من قائمة أفضل 20، متراجعة إلى المركز 21 في تقرير هذا العام.
مؤشر السعادة العالمي
تقرير السعادة العالمي هو أحد منشورات شبكة حلول التنمية المستدامة، مدعوم ببيانات استطلاع غالوب العالمي.
ويعكس مؤشر السعادة العالمي مدى ضرورة الاهتمام بالسعادة والرفاهية كمعايير للسياسة الحكومية. ويستعرض هذا المؤشر حالة السعادة في العالم اليوم، كما يظهر تفسير علم السعادة الاختلافات الشخصية والوطنية لهذا المفهوم.
استخدم تقرير مؤشر السعادة العالمي التحليل الإحصائي لتحديد أسعد دول العالم، وخلص التقرير في تحديثه الأخير لعام 2021 إلى أن فنلندا هي أسعد دولة في العالم.
الإمارات الأسعد عربياً
وجاء تصنيف الإمارات كأول الدول العربية سعادة بينما احتلت المرتبة الـ26 عالمياً، وكانت السعودية الثانية عربياً في تصنيف أكثر الدول سعادة، بينما كانت في المرتبة الـ30 عالمياً.
لتحديد أسعد بلد في العالم، قام الباحثون بتحليل بيانات استطلاع غالوب الشاملة من 149 دولة على مدى السنوات الثلاث الماضية، وعلى وجه التحديد مراقبة الأداء في ست فئات معينة: الناتج المحلي الإجمالي للفرد، والدعم الاجتماعي، ومتوسط العمر الصحي المتوقع، وحرية اتخاذ خيارات حياتك الخاصة، وكرم عامة السكان، وتصورات مستويات الفساد الداخلي والخارجي.
توفر تقييمات الحياة للأشخاص ضمن استطلاع غالوب العالمي الأساس لتصنيفات السعادة السنوية، وهي تستند إلى إجابات بعض الأسئلة الرئيسية لتقييم الحياة، يطلب الاستطلاع وضع تقييم من 0 إلى 10، حيث تكون أفضل حياة ممكنة بالنسبة لهم هي 10 وأسوأ حياة ممكنة هي 0، ويؤخذ التصنيف من عينات تمثيلية على المستوى الوطني على مدى ثلاث سنوات.
لذلك تكون تصنيفات السعادة بناءً على متوسطات ثلاث سنوات، على سبيل المثال، يجمع تصنيف 2023 البيانات من 2020-2022، بينما يجمع تصنيف 2022 البيانات من 2019-2021.
الجانب المظلم
وتذيلت أفغانستان القائمة، وجاء لبنان في المرتبة 136، ويقل متوسط تقييمات الحياة في هذه البلدان بأكثر من خمس نقاط (على مقياس من 0 إلى 10) مما هو عليه في أسعد 10 بلدان.
وضع الغزو الروسي لأوكرانيا كلا البلدين في دائرة الضوء العالمية مع إصدار تقرير عام 2022، وقد يتساءل الكثيرون عن موقف هاتين الدولتين.
لقد تضررت معدلات الرفاهية في أوكرانيا بالتأكيد، ولكن «على الرغم من حجم المعاناة والأضرار في أوكرانيا، ظلت تقييمات الحياة في سبتمبر أيلول 2022 أعلى مما كانت عليه في أعقاب ضم القرم عام 2014، مدعوماً الآن بإحساس أقوى بالهدف المشترك، والإحسان، والثقة في القيادة الأوكرانية».
يقول الاستطلاع إن الثقة في حكومتيهما نمت في كلا البلدين في عام 2022، «ولكن أكثر بكثير في أوكرانيا منها في روسيا»، وفي تصنيفات هذا العام، احتلت روسيا المرتبة 70 وأوكرانيا في المرتبة 92.
قائمة أكثر 10 بلدان سعادة في العالم:
1 – فنلندا
2- الدنمارك
3- أيسلندا
4- إسرائيل
5- هولندا
6- السويد
7- النرويج
8- سويسرا
9- لكسمبورغ
10- نيوزيلندا