يُعدُّ البانثيون الواقع في قلب العاصمة الإيطالية روما، واحداً من أبرز المعالم الثقافية والتاريخية في العالم؛ فهذا الصرح العريق الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 2000 عام، الوجهة الأولى للسياح الذين يزورون إيطاليا، حيث يجذب نحو 6 ملايين زائر سنوياً، ما يجعله الموقع الثقافي الأكثر زيارة في البلاد.

تاريخ البانثيون وأهميته

بُني البانثيون في عهد الإمبراطور هادريان في القرن الثاني الميلادي، ليكون معبداً لجميع الآلهة، ويبرز المبنى بهندسته المعمارية الفريدة التي تجمع بين العظمة والبساطة، وتُعَدُّ قبة البانثيون من أبرز ملامحه المعمارية، حيث تُمثل إحدى أكبر القباب غير المدعومة في العالم.

والبانثيون لم يكن مجرد معبد، بل تحول في العصور الوسطى إلى كنيسة مسيحية تُعرف باسم «سانتا ماريا أد مارتيريس».

ويعتبر البانثيون حالياً رمزاً للتاريخ الروماني والنهضة الإيطالية، حيث يضم رُفات العديد من الشخصيات البارزة، مثل الرسام الشهير رافاييل.

جاذبية البانثيون للسياح

تعود شهرة البانثيون ليس فقط لتاريخه العريق، لكن أيضاً لموقعه المثالي في وسط روما، ما يجعله نقطة انطلاق لزيارة معالم أخرى مثل نافورة تريفي وساحة نافونا.

والبانثيون يقدّم للزوار تجربة فريدة تجمع بين الروحانية والجمال الفني، حيث يمكن للزائر أن يشعر بعظمة الحضارة الرومانية القديمة، بينما يستمتع بجمال الهندسة المعمارية.

إضافةً إلى ذلك، يحرص الزوار على التقاط الصور داخل البانثيون وخارجه، حيث يعتبر هذا المَعلم من أكثر المواقع تصويراً على منصات التواصل الاجتماعي.

وتتنوع الأنشطة التي يمكن للسياح القيام بها في البانثيون؛ من زيارة داخلية تستعرض التاريخ والفن، إلى حضور قُدَّاسات تُقام في الكنيسة.

الحفاظ على البانثيون

رغم الشعبية الكبيرة للبانثيون، يواجه هذا الموقع تحديات تتعلق بالحفاظ على هيكله القديم والتعامل مع تدفق الزوار الكبير.

وتعمل السلطات الإيطالية بالتعاون مع المنظمات الثقافية على تنفيذ إجراءات للحفاظ على المبنى، مثل التحكم في عدد الزوار وإجراء صيانة دورية للهيكل.

وفي السنوات الأخيرة، فُرضت رسوم دخول رمزية للمساهمة في تمويل هذه الجهود، وقد أثار هذا القرار جدلاً بين السياح والسكان المحليين، لكنه يُعتبر ضرورياً للحفاظ على هذا الإرث الثقافي.

والبانثيون لا يُعد مجرد موقع تاريخي، بل يُعتبر أيضاً مصدر إلهام للفنانين والمهندسين المعماريين من جميع أنحاء العالم، فتصميمه المبتكر وهندسته الفريدة ألهمت العديد من المباني الأخرى، مثل الكابيتول في واشنطن وكاتدرائية القديس بطرس في روما.

ويُعتبر البانثيون رمزاً للثقافة والتاريخ الإيطالي، ووجهة لا غنى عنها لكل مَن يرغب في استكشاف روما، ورغم التحديات التي يواجهها، يظل البانثيون شاهداً على عظمة الحضارة الرومانية.