أعلنت شركة «ناوي» المصرية للتكنولوجيا العقارية عن استحواذها على حصة الأغلبية في «سمارت كراود» الإماراتية.
ويأتي هذا الإعلان في توقيت استراتيجي كونه يتزامن مع التحولات المتسارعة في تقنين التملك الجزئي والترميز العقاري في دبي ومع رغبة المستثمرين في أدوات أكثر مرونة وسيولة في ظل تقلبات الأسواق التقليدية وبحثهم عن فرص عقارية قصيرة الأجل موثوقة ومتاحة بمبالغ منخفضة، وهي الفجوة التي تملؤها منصات مثل «Nawy Share» و«Flip» من سمارت كراود.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
واعتبر الرئيس التنفيذي لـ«ناوي» مصطفى البلتاجي، في مقابلة مع CNN الاقتصادية، أن الهدف من الاستحواذ هو تسريع التوسع في سوق الخليج، خاصة الإمارات، والبناء على نجاح تجربة التملك الجزئي في مصر.
وتهدف الصفقة إلى دمج «سمارت كراود» ضمن منظومة «ناوي» لتصبح منصة استثمار عقاري شاملة تدعم الملكية الجزئية، التمويل، التطوير، والذكاء الاصطناعي.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
دعم استراتيجي
تأتي الصفقة في إطار جولة تمويل كبرى خاضتها «ناوي»مطلع هذا العام بمبلغ تجاوزت قيمته 75 مليون دولار بين حقوق ملكية وتمويل بالدين، صنفتها منصة TECH Crunch كواحدة من أكبر جولات التمويل من فئة A لشركات التكنولوجيا العقارية الناشئة هذا العام في إفريقيا وبمشاركة صناديق الاستثمار مثل e& Capital وPartech وMarch Capital وDPI وEndeavor Catalyst وNclude وShorooq وغيرها.
وأفاد البلتاجي بأن «ناوي» ضخّت نحو 52 مليون دولار كرأس مال مباشر، خصّصت جزءاً كبيراً منه للاستحواذ على «سمارت كراود» بعد استحواذها هذا العام على شركة «روى» ROA الشركة الناشئة المتخصصة في إدارة الأصول وتجهيز المنازل.
وقال «نستخدم هذا التمويل لدعم خطوط أعمالنا الأساسية من الوساطة إلى التمويل العقاري والتملك الجزئي، بالإضافة إلى بناء منصة موحدة ترتكز على الذكاء الاصطناعي لتكامل الخدمات».
وأشار إلى أن البنية التنظيمية والمالية في الإمارات متقدمة، والسوق ناضج واللاعبون كبار، ما يجعل نقل تجربة «ناوي» كلاعب فائق Super App إلى الإمارات أمراً معقداً، لكنه رأى أن التجربة المصرية ستساعد الفريق على تطوير حلول مرنة وتخصصية وقابلة للتطبيق في أسواق أكثر نضجاً.
وفي ظل التحفظ عن الإفصاح عن حجم صفقة الاستحواذ، كشف ريز أحمد الرئيس التنفيذي لشركة «سمارت كراود»، لـCNN الاقتصادية، أن «ناوي» استحوذت على حصة الأغلبية في هيكلية رأس المال تمهيداً للاستحواذ الكامل الذي يبقى رهناً بنمو الأعمال.
وتُعد «ناوي» من أبرز منصات التكنولوجيا العقارية (PropTech) في إفريقيا، وتتّخذ من القاهرة مقراً لها، تأسست عام 2016، وتقدّم منظومة رقمية متكاملة تُغطي مراحل تجربة شراء العقار كافة، من البحث إلى التمويل والتملّك الجزئي وتطوير الأصول.
وتتنوع محفظة خدماتها ومنتجاتها بين: البحث والوساطة العقارية (Nawy Properties) وحلول التمويل العقاري السريع Nawy Now والتملّك الجزئي في العقارات (Nawy Shares) وتطوير الأصول وتجهيز العقارات للبيع أو التأجير (Nawy Unlocked) وشبكات الوساطة العقارية بين الشركات (Nawy Partners).
منصة واحدة
وأضاف أحمد «مع ذلك، فإن العوائد ترتبط بطبيعتها بالظروف الاقتصادية الكلية ودورات السوق العقاري، لذا لا يمكننا (رفع) العوائد بشكل مباشر، لكن يمكننا توسيع نطاق وجودة الفرص الاستثمارية المطروحة، والشراكة الاستراتيجية مع (ناوي) تمنحنا الموارد والحجم اللازمين لإطلاق منتجات أكثر ابتكاراً، وتنويع عروضنا، وتلبية شريحة أوسع من احتياجات المستثمرين، ومن أبرز الأمثلة على ذلك نموذجنا الجديد FLIP نموذج استثماري قصير الأجل يشتري أصولاً عقارية منخفضة القيمة، يجددها، ثم يبيعها خلال 15 شهراً، محققاً متوسط عائد 30%، وقد نُفذت 4 عمليات FLIP ناجحة من أصل 10 حتى الآن، مع خطط للتوسع إلى أكثر من 10 عمليات سنوياً بعد الانضمام إلى منظومة (ناوي) مع التركيز على النوعية لا الكمية».
الخليج بوابة التوسع الجغرافي
نمت مبيعات «ناوي» منذ 2022 بمعدل 20 ضعفاً، وأكثر من مليون مستخدم نشط شهرياً، و3 مليارات دولار في إجمالي قيمة المعاملات على منصتها.
الملكية المرمّزة
تنظر كل من «ناوي» و«سمارت كراود» إلى الترميز العقاري (Tokenization) بوصفه الخطوة التالية في رقمنة القطاع، وقد باشرت «سمارت كراود» فعلاً إجراءات الحصول على التراخيص اللازمة من VARA، لإطلاق بنية بلوكشين مرخصة تسمح بـسيولة فورية وملكية رقمية جزئية عبر الحدود وتسوية آنية للصفقات.
وفي حين تُقدّم الشركة حالياً آلية تحويل أسهم (STF) مرتين في السنة لخروج المستثمرين، فإن خطط ما بعد الاستحواذ تشمل رفع وتيرة هذه النوافذ وتقليل كلفتها القانونية والإدارية.
وتقدمت سمارت كراود بالإجراءات للحصول على التراخيص اللازمة من سلطة تنظيم الأصول الافتراضية (VARA) للترميز العقاري.
وقال أحمد «لطالما آمنّا بأن البلوكشين لديه القدرة على إحداث ثورة في الاستثمار العقاري وقد كنا من أوائل من قاموا بتجزئة الملكية العقارية في المنطقة منذ عام 2018، والترميز هو التطور الطبيعي التالي، فهو يوفّر سيولة أكبر، وتسوية فورية، وإمكانية امتلاك عقارات عبر الحدود مع تقليل الاحتكاك التنظيمي، سنظل نعمل ضمن أطر منظمة بالكامل، باستخدام بنية بلوكشين متوافقة كلياً لضمان حماية المستثمرين».
«بورصة عقارات» رقمية
فيما أوضح البلتاجي أن «ناوي» لا تسعى فقط للدخول إلى أسواق جديدة بل بناء منصة مرخصة لتداول الملكية العقارية المجزأة، وربما بورصة مستقبلية قائمة على الترميز العقاري.
الهدف النهائي، كما يوضحه ريز أحمد، هو بناء منصة موحدة، مرخصة، وعابرة للحدود، تتيح للمستثمر في الرياض أو لندن شراء حصة رمزية في عقار بدبي أو القاهرة بلمسة واحدة، لكن الشرط الأساسي لهذا التحول هو الجاهزية التنظيمية على مستوى الخليج حيث تتصدر دبي المشهد، فيما لا تزال دول مثل السعودية وقطر تعمل على استكمال أطرها القانونية حسب قوله.
ولم ينفِ البلتاجي إمكانية الاكتتاب العام للشركة على المدى المتوسط، إلا أن التركيز في الوقت الراهن سيكون على إتمام عملية الاستحواذ بنجاح.