فشل خطط اندماج نيسان وهوندا.. وهبوط حاد في الأسهم

نيسان تنسحب من مفاوضات الاندماج مع هوندا.. ما السبب؟ (شترستوك)
فشل خطط اندماج نيسان وهوندا.. وهبوط حاد في الأسهم
نيسان تنسحب من مفاوضات الاندماج مع هوندا.. ما السبب؟ (شترستوك)

تراجعت أسهم شركة نيسان اليابانية خلال تعاملات يوم الأربعاء بعد تقارير أفادت بأن الشركة قررت الانسحاب من محادثات الاندماج مع منافستها هوندا، ما زاد من الضغوط على مستقبلها في سوق السيارات العالمي.

ووفقاً لصحيفة نيكي اليابانية ووسائل إعلام محلية أخرى، اقترحت هوندا أن تصبح نيسان شركة تابعة لها، بدلاً من الخطة السابقة التي كانت تقضي بدمج الشركتين تحت مظلة شركة قابضة جديدة.

لكن التقارير تشير إلى أن «معارضة قوية» داخل نيسان لهذه الفكرة دفعتها إلى الانسحاب من المحادثات، وهو ما أكدته أيضاً قناة «تي بي إس» اليابانية.

كانت الشركتان قد بدأتا مناقشات بشأن تشكيل كيان مشترك في ديسمبر كانون الأول 2024، إلا أن المفاوضات تعثرت بسبب خلافات بشأن نسب الدمج وشروط الاتفاق، بحسب نيكي.

وفي بيان رسمي، قالت نيسان إنها لم تصدر أي إعلان رسمي بعد، مؤكدةً أن المناقشات لا تزال جارية، مع خطة للكشف عن الاتجاه النهائي للاتفاق بحلول منتصف فبراير شباط.

هبوط حاد في الأسهم

أدت هذه التقارير إلى انخفاض أسهم نيسان بنسبة 4.8 في المئة قبل أن يُعلق التداول عليها من قبل بورصة طوكيو، التي طلبت التحقق من صحة الأخبار بشأن إلغاء الاندماج.

في المقابل، شهدت أسهم هوندا ارتفاعاً حاداً بنسبة 8.2 في المئة، بعد أن قفزت بنسبة 12 في المئة خلال الجلسة، ما يعكس ارتياح المستثمرين تجاه فشل الصفقة.

مواجهة المنافسة الصينية

كان من المتوقع أن يؤدي اندماج نيسان وهوندا إلى إنشاء ثالث أكبر شركة سيارات في العالم، في خطوة تهدف إلى تعزيز القدرة التنافسية في مواجهة صعود شركات السيارات الكهربائية مثل تسلا والشركات الصينية الرائدة في هذا المجال، مثل «بي واي دي».

ويواجه المصنعون اليابانيون ضغوطاً متزايدة في السوق الصينية، إذ تتزايد الحصة السوقية للسيارات الكهربائية المدعومة حكومياً، وفي العام الماضي، تجاوزت الصين اليابان لتصبح أكبر دولة مصدرة للسيارات في العالم، مستفيدةً من الدعم القوي لصناعة المركبات الكهربائية.

ضبابية بشأن نيسان

رغم تعثر محادثات الاندماج، كانت الشركتان قد اتفقتا في وقت سابق على استكشاف شراكة في تطوير برامج وأنظمة السيارات الكهربائية، وهي مبادرة انضمت إليها ميتسوبيشي موتورز في أغسطس الماضي.

كما كشفت تقارير سابقة أن شركة فوكسكون التايوانية للإلكترونيات حاولت الاستحواذ على حصة أغلبية في نيسان، إلا أن المفاوضات باءت بالفشل، وبعد ذلك، قيل إن الشركة عرضت شراء حصة رينو البالغة 35 في المئة في نيسان، لكن هذه المحادثات توقفت قبل الإعلان عن محادثات الاندماج مع هوندا.

وفي تعليق على المستجدات، قال متحدث باسم رينو لوكالة الأنباء الفرنسية، «التقارير الصحفية لا تؤكد اتخاذ قرار نهائي، لكنها تشير إلى أن الصفقة كانت ستجعل نيسان تحت سيطرة هوندا، دون تقديم أي حوافز مالية إضافية لمساهمي نيسان».

وتواجه نيسان فترة عصيبة منذ سنوات، بدأت باعتقال رئيسها التنفيذي السابق كارلوس غصن في 2018، والذي فرّ لاحقاً من اليابان مختبئاً داخل صندوق معدات موسيقية.

إضافةً إلى ذلك، تواجه الشركة أعباء مالية ضخمة، مع ديون تقدر بمليارات الدولارات ستصل إلى مرحلة الاستحقاق خلال العامين المقبلين، ما يزيد من الضغوط على مستقبلها المالي والاستراتيجي.

(أ ف ب)