تستهل الأسواق الآسيوية أسبوعها الجديد بمكاسب مدعومة بتراجع الدولار، واستمرار تعافي السوق الصينية، والتحول العالمي نحو أصول جديدة مع خروج المستثمرين من رهانات «تفوق الاقتصاد الأميركي» التي حققت لهم مكاسب كبيرة العام الماضي.
الحدث الأبرز على التقويم الاقتصادي هو بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع في اليابان، ويتوقع الاقتصاديون، وفقاً لاستطلاع أجرته «رويترز»، أن تسجل البلاد نمواً سنوياً بنسبة 1.0%، مقارنة بـ1.2% في الربع السابق، حيث يعوض الاستثمار في الأعمال التجارية ضعف الاستهلاك.
تراجع الدولار يمنح الأسواق دفعة إضافية
وصل الدولار إلى أدنى مستوى له في شهرين، متأثراً بتأخير تنفيذ التعريفات الجمركية التي اقترحتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، ورغم أن الوجهة النهائية لهذه التعريفات لم تتغير، فإن تأخر تنفيذها يمنح الأسواق بعض الارتياح، ما أدى إلى تراجع الدولار.
الدولار في سلسلة خسائر استمرت أربعة أيام، وهي أطول موجة تراجع له منذ أغسطس، ونتيجة لذلك، تعافت معظم عملات الأسواق الناشئة مقابل الدولار منذ بداية العام، باستثناء الروبية الهندية.
انتعاش قوي للأسواق الآسيوية والتكنولوجيا الصينية
تشهد الأسواق الآسيوية الناشئة انتعاشاً ملحوظاً، إذ ارتفع مؤشر MSCI لآسيا خارج اليابان بنسبة 8% خلال الشهر الماضي، في حين حقق مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ قفزة بنسبة 20%، وصعد مؤشر التكنولوجيا هانغ سنغ بنسبة 30%.
وأشار محللو بنك أوف أميركا إلى أنه منذ تولي ترامب الرئاسة في 20 يناير، ارتفعت أسهم شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى، المعروفة باسم «BATX» (بايدو، علي بابا، تينسنت، وشاومي)، بنسبة 22%، بينما لم تحقق أسهم «السبعة العظماء» في أميركا أي نمو.
ويشير جيف وينيغر، رئيس قسم الأسهم في «ويسدوم تري»، إلى أن مجموعة «العشر الرائعة» من شركات التكنولوجيا الصينية تتفوق بشكل كبير على نظيراتها الأميركية، ومع ذلك، يبقى السؤال: هل لا يزال هناك مجال لاستمرار هذا الزخم؟
إذا أظهرت التطورات في الذكاء الاصطناعي أن الصين لا تزال في السباق العالمي، فقد يستمر هذا الاتجاه، فالأسهم الصينية تُعد أقل قيمة مقارنة بنظيراتها الأميركية، حيث تبلغ القيمة السوقية لشركات «BATX» تريليون دولار فقط، مقارنة بـ17 تريليون دولار لـ«السبع العظماء».
تحولات في قطاع أشباه الموصلات والجغرافيا السياسية
وفي قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، أشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى أن شركتي «تايوان لصناعة أشباه الموصلات» و«برودكوم» تدرسان صفقات قد تؤدي إلى تقسيم شركة «إنتل» الأميركية إلى جزأين.
على الصعيد الجيوسياسي، عادت تطورات الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى دائرة الاهتمام، حيث يعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قمة أوروبية طارئة يوم الاثنين بعد تقارير أميركية أفادت بأن أوروبا لن تكون طرفاً في أي محادثات لإنهاء الصراع، إذ ستجري المفاوضات بين الولايات المتحدة وروسيا بشكل مباشر.
ورغم تعقيدات المشهد السياسي، فإن مجرد احتمالية التوصل إلى «سلام غير مثالي» تضغط على أسعار النفط والدولار، بينما تدفع بأسواق الأسهم الأوروبية نحو الأعلى، ومن المتوقع أن تستفيد الأسواق الآسيوية والناشئة من هذا الاتجاه أيضاً.
أبرز المؤشرات التي قد تؤثر على الأسواق الآسيوية اليوم:
- الناتج المحلي الإجمالي لليابان (الربع الرابع)
- الناتج المحلي الإجمالي لتايلاند (الربع الرابع)
- بيانات التجارة في إندونيسيا (يناير)
{{ article.formatted_date }}
