أعلنت شركة بيركشاير هاثاواي، أمس السبت، عن أرباح سنوية قياسية وزيادة رصيدها النقدي إلى 334.2 مليار دولار، حيث استخدم وارن بافيت خطابه السنوي للمساهمين لتحذير واشنطن من فقدان الحكمة في إنفاق الأموال والعناية بأولئك الذين يتمسكون بـ«القشة الصغيرة للنجاة في الحياة».
جاءت تحذيرات بافيت في الوقت الذي يخشى فيه العديد من المستثمرين من أن المشرعين الأميركيين لن يكبحوا العجز المالي المتزايد، وقد يجعلونه أسوأ من خلال تمديد التخفيضات الضريبية التي يدعمها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
يبلغ بافيت 94 عاماً، وهو سادس أغنى شخص في العالم، وأغنى شخص اعتمد في بناء ثروته على الاستثمار.
اعترف بافيت بتقدمه في السن، قائلاً إنه يستخدم عصا وسيقضي وقتاً أقل في الرد على الأسئلة في الاجتماع السنوي لشركة بيركشاير في 3 مايو، ومع ذلك أكد للمساهمين أنهم سيكونون في أيدٍ أمينة بعد أن يسلم زمام الأمور في المؤسسة الضخمة إلى نائب الرئيس غريغ آبل، البالغ من العمر 62 عاماً".
هذا العام هو العام الستين لبافيت على رأس بيركشاير، التي حولها من شركة نسيج فاشلة إلى تكتل بقيمة 1.03 تريليون دولار يتحكم في استثمارات ضخمة في عشرات الشركات في قطاعات التأمين والسكك الحديدية والطاقة والصناعة والتجزئة وغيرها من القطاعات، وتقول مجلة فوربس إن ثروة بافيت تبلغ 149.5 مليار دولار.
أرباح قياسية
وفق التقرير السنوي لبيركشاير، حققت الشركة ربحاً تشغيلياً سنوياً قياسياً للمرة الثالثة على التوالي، بقيمة 47.44 مليار دولار بارتفاع سنوي 27 في المئة، وبلغ صافي الدخل للعام بأكمله 89 مليار دولار، بما في ذلك المكاسب من استثمارات بيركشاير في الأسهم التقليدية مثل أبل وأميركان إكسبريس.
وعكس رصيد بيركشاير النقدي رؤية الشركة أن التقييمات الحالية للأسهم مُرتفعة، حيث سجلت الشركة تسعة أرباع متتالية من البيع (الصافي) للأسهم، ولم تنجُ أبل من البيع الصافي رغم استمرارها كأكبر استثمار في الأسهم للشركة.
وكتب بافيت «في كثير من الأحيان لا يبدو أي سهم مقنعاً؛ ونادراً ما نجد أنفسنا غارقين في الفرص الاستثمارية الجيدة».
«حماقة مالية»
قال بافيت إن بيركشاير ستستمر في تفضيل الأسهم على النقد، خاصةً الأسهم الأميركية، وستظل تقاوم فكرة دفع أرباح للمساهمين، وأكد أن إعادة الاستثمار في بيركشاير هو أحد الأسباب لنجاح ونمو الشركة التي دفعت 26.8 مليار دولار من الضرائب الفيدرالية العام الماضي، أي 5 في المئة من إجمالي المدفوعات الضريبية للشركات الأميركية.
ولم تقم بيركشاير بدفع أية أرباح نقدية للمساهمين منذ عام 1967.
ولكن بافيت أرسل أيضاً رسالة تحذيرية إلى واشنطن، حيث أبدى أسفه على «عيوب الرأسمالية وانتهاكاتها، التي أصبحت أكثر فظاعة من أي وقت مضى»، وحث المشرعين على الحفاظ على استقرار الدولار الأميركي قائلاً إن «الحماقة المالية» من الممكن أن تدمر قيمة النقود، وإن البلاد «اقتربت في كثير من الأحيان من حافة الهاوية».
وقال بافيت إن النجاح طويل الأمد لشركة بيركشاير والاقتصاد الأميركي، الذي وصفه بأنه «المعجزة الأميركية»، اعتمد على قدرة عموم الناس على المساهمة في الشركة وفي الاقتصاد ككل.
فرص أقل
في حين لم تقم بيركشاير بصفقة كبيرة منذ عام 2016، قال بافيت إنه من المرجح أن تزيد استثماراتها المجمعة البالغة 23.5 مليار دولار في خمس شركات تجارية يابانية هي إتوتشو وماروبيني وميتسوبيشي وميتسوي وسوميتومو.
تبدو الأسهم الأخرى باهظة الثمن، حيث يبتعد مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك بنسبة 3 في المئة فقط عن الذروة في 16 ديسمبر.
يمنع حجم بيركشاير الكبير أسهمها من تجاوز المؤشرات عادةً، وخلال العام الماضي ارتفع سعر سهم الشركة بنسبة 15 في المئة بينما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 18 في المئة.
وعلى مدى العقد الماضي، ارتفع سعر سهم بيركشاير بنسبة 225 في المئة، بينما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 241 في المئة.
قال بيل سميد، كبير مسؤولي الاستثمار في سميد كابيتال مانجمنت «سيكون لديهم الكثير من فرص الشراء ولكن بيركشاير لن تكون أبداً الشركة التي تحقق النمو من خانتين عشريتين بشكل مستدام كما كانت من قبل».