محا عالم العملات المشفرة نحو 800 مليار دولار من قيمته السوقية منذ تصاعد المخاوف بشأن الحرب التجارية عقب تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 20 يناير كانون الثاني 2025. لمدة 10 سنوات كان العديد من المستثمرين ينظرون إلى
البيتكوين على أنها أداة تحوُّط لامركزي ضد عدم اليقين، لكن شيئاً ما تغير، فلماذا تتراجع العملات المشفرة؟
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وللوهلة الأولى قد تعتقد أن الحروب التجارية من شأنها أن تفيد العملات المشفرة، وهي نظام لامركزي، وفي الواقع، من عام 2015 إلى عام 2023 كان يُنظر إلى البيتكوين والذهب على أنهما بدائل، لكن الآن تتحرك البيتكوين والذهب في اتجاهين متعاكسين، فبينما يسجل الذهب مستويات قياسية غير مسبوقة تتراجع البيتكوين.
وكان تنصيب الرئيس ترامب في 20 يناير بمثابة ذروة قصيرة الآجل للعملات المشفرة، إذ انخفضت القيمة السوقية الإجمالية للعملات المشفرة من 3.7 تريليون دولار إلى 2.8 تريليون دولار في نحو 5 أسابيع، والأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أن الرئيس ترامب هو الرئيس الأكثر تأييداً للعملات المشفرة في التاريخ.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
نمت علاقة العملات المشفرة بالأصول الخطرة بسرعة، إضافةً إلى ذلك تقوم الأسواق بتسعير السيولة المنخفضة، وكما تعلمنا منذ عام 2020 تضعف العملات المشفرة عندما تجف السيولة.
كان أفضل مثال على ذلك هو «الانهيار المفاجئ» للعملات المشفرة في الأول من فبراير، وأدى الانخفاض المفاجئ في السيولة إلى انخفاض قدره 760 مليار دولار في 60 ساعة.
ومن المفارقات أن السيولة التي تجف من سوق العملات المشفرة تذهب إلى الدولار الأميركي، إذ تصبح العملة الخضراء «الأصول الأكثر أماناً» أثناء الحروب التجارية؛ لأنه العملة الأكثر استقراراً، وهذا يفسر سبب وصول الدولار الأميركي إلى أقوى مستوياته مقابل الدولار الكندي منذ عام 2003 هذا الشهر.
خلال الحرب التجارية الأخيرة كانت قيمة سوق العملات المشفرة الإجمالية نحو 300 مليون دولار فقط، والآن أصبحت أكبر بعشر مرات مع تبنٍّ أوسع نطاقاً، وهذا يعني أن التقلبات في سوق العملات المشفرة ستكون أكثر حِدة وأوسع نطاقاً.