أغلقت الأسهم الأميركية على ارتفاع يوم الأربعاء، مدعومةً ببيانات تضخم أضعف من المتوقع، ما أسهم في تهدئة موجة البيع الحادة، رغم أن تصعيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحربه التجارية المتعددة الجبهات حدّ من المكاسب.
أنهى مؤشرا S&P 500 وناسداك الجلسة في المنطقة الخضراء، حيث تلقى الأخير دفعة قوية من أسهم التكنولوجيا والأسهم المرتبطة بها.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
وأظهرت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الصادرة عن وزارة العمل أن التضخم تباطأ بأكثر مما توقعه المحللون، ما عزز الآمال في أن التضخم يسير في الاتجاه الصحيح، وأبقى التوقعات قائمة بأن "الاحتياطي الفيدرالي" قد يخفض سعر الفائدة الأساسي هذا العام.
وقال جريج باسوك، الرئيس التنفيذي لشركة AXS Investments في نيويورك: «نشهد ارتداداً اليوم بفضل بيانات التضخم المنخفضة عن التوقعات وعمليات الشراء عند الانخفاض، لكن وول ستريت والاقتصاد الأوسع لا يزالان يبحثان عن اتجاه واضح».
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
وأضاف «آمال المستثمرين في تباطؤ التضخم يقابلها استمرار التوترات التجارية، لذلك نتوقع استمرار حالة عدم اليقين والتقلبات خلال معظم شهر مارس».
التصعيد التجاري وتأثيره على الأسواق
في أحدث تصعيد للحرب التجارية، فرض ترامب رسوماً جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم، ما دفع كندا وأوروبا للرد بالمثل عبر فرض تعريفات انتقامية على الصادرات الأميركية.
وقد تعرضت الأسهم الأميركية لضغوط بسبب تصاعد النزاع التجاري، ما أثار مخاوف المستثمرين من أن تؤدي تقلبات الأسعار إلى دفع الاقتصاد الأميركي، إلى جانب كندا والمكسيك، نحو الركود.
في هذا السياق، خفضت غولدمان ساكس توقعاتها لمؤشر S&P 500 بنهاية العام، بينما رأت جيه بي مورغان أن احتمالات دخول الاقتصاد الأميركي في حالة ركود آخذة في الارتفاع.
أداء المؤشرات الرئيسية
مع مكاسب يوم الأربعاء، لا يزال مؤشر S&P 500 منخفضاً بنسبة 8.9% عن أعلى مستوى إغلاق له والذي سُجِّل قبل أقل من شهر، كما كسر المؤشر، يوم الاثنين، مستوى المتوسط المتحرك لـ200 يوم، وهو مستوى دعم رئيسي، للمرة الأولى منذ نوفمبر 2023.
أما ناسداك، الذي يركز على أسهم التكنولوجيا، فقد تراجع بأكثر من 10% عن أعلى إغلاق له في 16 ديسمبر، مؤكداً دخوله في مرحلة تصحيح.
وجاءت نتائج إغلاق المؤشرات كما يلي:
داو جونز تراجع 82.55 نقطة (-0.20%) ليصل إلى 41,350.93 نقطة.
ستاندارد آند بورز 500 ارتفع 27.23 نقطة (+0.49%) ليصل إلى 5,599.30 نقطة.
ناسداك المركب ارتفع 212.36 نقطة (+1.22%) ليصل إلى 17,648.45 نقطة.
أداء القطاعات والأسهم البارزة
قاد قطاع التكنولوجيا المكاسب بين القطاعات الـ11 الرئيسية في S&P 500، بينما كانت أسهم السلع الاستهلاكية الأساسية والرعاية الصحية ضمن الأسهم المتراجعة.
قفزت أسهم إنتل (+4.6%) بعد تقرير أشار إلى أن TSMC عرضت على Nvidia وAMD وBroadcom إمكانية الاستثمار في مشروع مشترك لإدارة مصانع الشركة الأميركية.
وتراجعت أسهم بيبسيكو (-2.7%) بعد أن خفضت جيفريز تصنيفها للسهم من «شراء» إلى «احتفاظ».
عوامل إضافية تزيد من حالة عدم اليقين
استمرت حالة الجدل في الكونغرس حول مشروع قانون إنفاق مؤقت لتجنب إغلاق حكومي، ما أضاف مزيداً من الشكوك إلى المشهد الاقتصادي.
أما من حيث حركة السوق، فقد فاقت الأسهم الصاعدة عدد المتراجعة بنسبة 1.15 إلى 1 في بورصة نيويورك، مع تسجيل 29 سهماً مستويات قياسية جديدة، مقابل 186 سهماً سجلت أدنى مستوياتها خلال عام.
وعلى ناسداك، ارتفع 2,589 سهماً مقابل تراجع 1,785 سهماً، بفارق صعودي 1.45 إلى 1، وسجل المؤشر 26 سهماً عند أعلى مستوياته خلال 52 أسبوعاً، بينما بلغ عدد الأسهم التي سجلت أدنى مستوياتها 200 سهم.
حجم التداول
بلغت أحجام التداول في البورصات الأميركية 16.14 مليار سهم، مقارنةً بمتوسط 16.59 مليار سهم للجلسات الكاملة في آخر 20 يوم تداول.