صعّد ترامب المواجهة التجارية مع الصين رافعاً الرسوم الجمركية على وارداتها إلى 125 في المئة، رغم منحه إعفاءً مؤقتاً لمدة 90 يوماً لمعظم الدول الأخرى.
هذا التصعيد المفاجئ دفع المستثمرين للفرار نحو الملاذات الآمنة، فارتفع الين الياباني والفرنك السويسري، وقفز الذهب بنسبة 1.3 في المئة ليقترب من قمته التاريخية عند 3,122 دولاراً للأونصة.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1738926244764-0'); });
شهدت الأسواق المالية حالة من الارتباك، رغم انتعاش الأسهم الآسيوية بفعل خطوة «للتهدئة» من واشنطن تجاه الدول غير الصين، لكن التراجع السريع عن فرض الرسوم على عدة دول، بعد أقل من 24 ساعة على تطبيقها، أثار شكوك المستثمرين بشأن مصداقية السياسة التجارية الأميركية.
تراجع الدولار الأميركي بشكل ملحوظ، وفقد 0.8 في المئة أمام الين ليصل إلى 146.54، و0.5 في المئة أمام الفرنك السويسري ليُسجّل 0.8532، في المقابل عزز اليورو مكاسبه إلى 1.0983 دولار، وارتفع الدولار الأسترالي إلى 0.6185 بعد تقلبات حادة، وكذلك النيوزيلندي الذي قفز بنسبة 0.8 في المئة إلى 0.5694.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1739447063276-0'); });
تراجع
اليوان الصيني في بداية التداول إلى أدنى مستوياته منذ الأزمة المالية العالمية عام 2007 عند 7.3518 مقابل الدولار، قبل أن يتحسن قليلاً إلى 7.3420، في ظل خفض مستمر لسعر الصرف المرجعي من قبل البنك المركزي الصيني، الذي يبدو عازماً على السماح بتراجع تدريجي في قيمة العملة.
اعتبر محللو مركز بي سي إيه للأبحاث «BCA Research» أن ما يجري «إعلان حرب اقتصادية من قبل أميركا»، وتوقعوا أن تسمح بكين بهبوط أكبر في سعر اليوان، مؤكدين أن المواجهة بين القوتين الاقتصاديتين الأكبر في العالم تتجه نحو مزيد من التصعيد.
عاد الذهب ليتصدر المشهد كملاذ آمن في ظل تراجع الثقة بالاقتصاد الأميركي، وقالت لي تشاو، المحللة في شركة الصين الدولية لرأس المال CICC، إن الذهب سيستفيد «سواء دخلت أميركا في ركود، أو واجهت تضخماً مفرطاً، أو انفلتت ديونها من السيطرة»، وأضافت «طالما ترامب في البيت الأبيض.. سيبقى الذهب لامعاً».
يرى المحللون أن الضرر الذي أصاب الأسواق جراء هذه السياسات المتقلبة لن يُعالج بسهولة، حتى إن توصلت واشنطن لاحقاً إلى اتفاقات تجارية، فالثقة في القيادة الاقتصادية لأميركا قد تراجعت بالفعل.
(رويترز)